تعد تربية الأبناء فى هذا الزمن الصعب واحدة من المهام الشاقة، بل وأنى أحيانا كثيرة أعتبرها كالجهاد فى سبيل الله ليس فقط لما يحيط بنا من تكنولوجيا وعولمة نعيش فيها، بل أيضا لوجود الإنترنت ومنصات السوشيال ميديا التى لا غنى عنها أبدا وعن استخدامها، فنحن نعيش عصر السماوات السبع والأقمار الصناعية وتغير الأجيال الحديثة بشكل مخيف وكبير، فهذه الأجيال هى أكثر تطورا ووعيا وتساؤلا عن ما كنا عليه.
يولد الطفل وبعد 6 أشهر يبدأ فى الإمساك بأى وسيلة اتصال حديثة "هاتف، تابلت، حاسب آلى وغيره، يتعرف على العالم كله من خلال ما يحمله فى يده وتبدأ رحلته فى الاستكشاف ووصلا إلى سن الـ3 سنوات يصبح مٌستخدما ٌمحترفا واتقن كل ما لديه من تطبيقات والتى تعد السوشيال ميديا واحدة منها مثل "فيس بوك وانستجرام و يويتيوب "تحديدا، ليس ذلك فحسب بل والتعرض الى مواد مختلفة تشكل وعيه وآراءه واتجاهاته وشخصيته وميوله وافكاره ومشاعره وقناعاته، فى الماضى كنا نتعلم من الجامع والكنيسة والمدرسة واحيانا التليفزيون، اما الآن فقد انشغل كل من الأب والأم بالنزول الى سوق العمل وجلب الرزق مما اثر بالسلب على أولادهم وهذا ليس تعميمًا فالطبع هناك أمهات مثاليات تراقب ابنائها ولكن إيقاع الحياة السريع أجبر الجميع على التغيير.
ليس فقط التطبيقات الحديثة بل والألعاب الالكترونية ايضا والتى تبث سموما لا حصر لها كتعليم الاطفال ممارسة ممارسة الرذيلة، ومنها ما يدعو الى الانتحار كلعبة الحوت الازرق والتى طالت ايضا الكبار من خلال استدراج المستخدمين بخطوات معينة وصولا للخطوة الاخيرة، منها ايضا ما يهدم المعتقدات و القيم الاخلاقية و الدينية كاحتواء بعض الالعاب على محتوى جنسى، و منها ما يبث افكار عدوانية كالقتل و الدموية و العنف المُبكر و بالطبع السن الاكثر تأثرا بهذه الالعاب من 3 سنوات الى سن المراهقة، ليس هذا فحسب بل و كثرة التعرض للمشاهد العنيفة من خلال وسائل التواصل الاجتماعى و التليفزيون يؤثر بالسلب على الصحة النفسية وتدمير عقول ونفوس الاطفال وهى واحدة من حروب الجيل الرابع وآفة التكنولوجيا التى أصبحت تحيط بنا من كل جانب، والنتيجة خروج جيل اكثر اثارة وعنفا وافتقادا للمثل الاعلى و الكثير من المعتقدات الصحيحة و التعاليم الدينية .
مازالت الاسرة الاساس ومازال دورها فعال الى جانب القراءة والرياضة التى تعمل على رفع الوعى لدى ابنائنا، فراقب ابناءك جيدا وما يتعرضون له .