ينشغل العالم الزائف يوم أول أبريل بما يسمى كذبة أبريل وأقول لكم بهذه المناسبة التعيسة إنها زائفة لأن العالم فى كذب متواصل على مدار الساعة وليس يوماً واحداً فى العام، وقد يتعجب بعض السادة القراء من حشر الزوجات فى هذا الموضوع مع أن الكذب على الزوجة مجاز وهو كذب مشروط فقد تكون قبيحة جدا بينما زوجها يعصر على نفسه ليمونة ويتغنى بجمالها وشياكتها وحسن تدبيرها ومهارتها فى المطبخ.
وإلى هنا لم نصل إلى بيت القصيد فى الحفاظ على الزوجات فما بالهن وهذه العادة السخيفة. وأقول لكم وأذكركم بان أحد صواريخ الفتاوى كان قد أصدر فتوى بأن الرجل وزوجته إذا تجردا من ملابسهما عند المعاشرة الزوجية فهى طالق منه لأنه يقلد الكفار!!.. وكذبة أبريل تقليد واضح ومتعمد للكفار فاحذروه حفاظا على زوجاتكم.. والمأساة التى يعيشها العالم الإسلامى أنه تبعا لهذه الفتوى فإن كل الأزواج فى العالم الإسلامى إذا تحدث فى الموبايل ثلاث مرات فى اليوم فهو فى حاجة لمحلل.
والغريب أن جهات رسمية انزلقت لهذا المستنقع وتلك العادة التى اخترعها الغرب وقلدناها وانغمسنا فى شرورها بدعوى المزاح مع أنها محرمة شرعا ومفزعة غالبا، ومن بين أشهر الكذبات التى أطلقها الإعلام الخبر الذى نشره نبيل عصمت الصحفى بجريدة أخبار اليوم المصرية يوم أول أبريل عام 1975 وأعلن فيه عن مؤتمر صحفى لعبد الحليم حافظ يكشف فيه أوراق المطرب هانى شاكر منافسه فى ذلك الوقت، حيث اتهمه عبد الحليم على ذمة الخبر بأنه يضع زماره فى حلقه ليقلده... وتوافد الناس من كل أرجاء المحروسة زرافات ووحدانا إلى مسرح معهد الموسيقى بالقاهرة لمشاهدة المناظرة، حيث فوجئوا بلافتة تقول: "نعتذر إنها كذبة أبريل"!!!.
وعاد نبيل عصمت لينشر خبراً عن وفاة المطربة فتحية أحمد مسح فيه بالفنانين الأرض لعدم مشاركة أى فنان منهم فى جنازتها معتبرا ذلك جحودا ونكراناً وقلة أصل!.. وقد فوجئ بعد نشر الخبر بسيدة تدخل عليه مكتبه وتقول له: "أنا فتحية أحمد اللى انت موتها النهارده". !!! وكان خبر الموت أصلاً كذبة أبريل من أحد أصدقائه دفع ثمنها نبيل.. وزمان قيل كما تدين تدان... أيضا الكذبة التى أطلقها أبولمعه والخواجه بيجو فى البرنامج الفكاهى ساعة لقلبك من الإذاعة المصرية والتى ادعيا فيها قيام القيامة فأحدث ذلك ذعراً أصاب المستمعين بالهلع.. أما على مستوى العالم فهناك الكذبة التى أطلقتها جريدة رومانية عن انهيار سقف إحدى محطات السكة الحديد فقتل العشرات وأصيب المئات مما سبب هلعاً للناس فطالبوا بمحاكمة رئيس التحرير الذى رد بكل بجاحة وبرود قائلا: قبل أن تطالبوا بمحاكمتى طالعوا تاريخ العدد وكان الأول من أبريل!.
فاحذروا سخافة أبريل وعواقبها الوخيمة حفظكم الله من هذه العادة الذميمة.