كثير منا يتساءل عن الفرق بين الإنسان الناجح والإنسان الفاشل والإجابة قد تكون بسيطة إلى حد ما، ولكن أحب أن أنوه عن أنه لا يوجد فى قاموس التنمية البشرية كلمة "فاشل" لأن الفشل ليس عدم استطاعة الإنسان على فعل أمر معين، ولكن هو عدم رغبته أو غياب الإرادة على فعل هذا الشىء، فليس ثمة أمر لا يمكن للانسان تحقيقه، فبالتنظيم والذكاء والإرادة يمكن تحطيم كل الصعاب، والإنسان الفاشل هو ذلك الإنسان الذى يستسلم عند أول عقبة ولا يواصل العمل.
أما فيما يخص الفروق بين الإنسان الناجح والإنسان الذى قد يمر بتجارب غير ناجحة فى الحياة فقد جمعتهم فى ثمانية أسباب تفسر نجاح بعض الأشخاص على غيرهم. فهل الناجحون يعتمدون على وسائل معينة توصلهم إلى ذلك النجاح؟ أم أن حظهم قد يكون أكبر من هؤلاء الذين قد يمرون بتجارب غير ناجحة؟ الإجابة هى فى الثمان علامات التالية:
العلامة الأولى: الناجح هو ذلك الإنسان الذى يحلم بالنجاح ويحيط نفسه بالناجحين والإيجابيين بل ويضع النجاح صورة واضحة فى ذهنه يسعى لتحقيقها فهو يقوم بجذب كل الأفكار الإيجابية نحوه التى تمتزج بإرادته المشتعلة محققة له اكبر درجات النجاح. أما الإنسان الفاشل فهو إنسان محبط، لاهدف له ولا أحلام، هو شخص سلبى للغاية، يحيط نفسه بالسلبيين من حوله ويتوقع حدوث السيئ دائما، ينقصه الإرادة والتنظيم والرغبة. ما نستطيع استخلاصه من هذه العلامة: فكر فى النجاح يأتيك النجاح – فكر فى الفشل تحصل عليه.. ففى النهاية النجاح والفشل حالة ذهنية للفرد.. فإذا فكرت أنك ناجح فأنت ناجح، وإذا فكرت أنك فاشل فأنت فاشل، فكل ما تفكر فيه سيأخذه عقلك الباطن على أنه حقيقة وواقع.
العلامة الثانية: أن الإنسان الناجح لديه خطة محكمة ليصل لما يريد، فهو يستيقظ كل يوم نشيطا مجتهدا متجها بقوة نحو هدفه، ويراقب نتائج سير خطته جيدا، ويضع البدائل ويقرر بناء على تفكير قائم على الخبرة، فهو إنسان يعرف ما يريد، يمشى واضح الخطى، مرن وقادر على حل المشكلات. أما الإنسان الفاشل فهو إنسان غالبا ليس له أى هدف فى الحياة، وان كان له هدف فهو يسعى لتحقيق ذلك الهدف بطرق غير صحيحة تهدف إلى توفير الوقت وتكاد تخلو من الابداع والابتكار، فهو إنسان يصحو كل يوم صباحا بلا هدف وهو شخص يفتقد للنظام فى حياته مما يحول بينه وبين اهدافه. فخلاصة هذه العلامة أن النجاح ليس ضربة حظ، ولا يأتى بدون مجهود أو عمل.. النجاح يحتاج خطة وإصرار على تحقيق الأهداف، والفشل يعنى الاستسلام لتيار الظروف والأوهام.
العلامة الثالثة: أن الإنسان الناجح يفكر دائما فى نتائج ما يقوم به ويكتسب نجاحه من خلال مساعدة الآخرين، فهو إنسان مساعد شعاره (أنجح وينجح معى الآخرون) ويحدد الأشخاص والأحداث التى من الممكن أن تسانده فى تحقيق أهدافه ويسعى لجعلها فى صفه. أما الإنسان الفاشل فهو إنسان طائش ومتهور لا يعرف عواقب أفعاله ومبدؤه (أنا ومن خلفى الطوفان) فهو إنسان منفرد وأنانى لا يساعد الآخرين يفكر فى نفسه فقط ويريد النجاح ولا يهم من يدوس عليه فى طريقه ليحقق هذا النجاح المزعوم. وخلاصة هذه العلامة أن الإنسان الناجح إنسان رصين يتعامل مع كافة الأمور بفاعلية وإيجابية وثقة، أما الإنسان الفاشل متهور يضيع كل الفرص الطيبة على نفسه حتى مؤيديه ينقلبون عليه. هذه أربع علامات تفسر الفرق بين الإنسان الذى يكد ويتعب ويصل لهدفه والإنسان الكسول والمتهور والطائش الذى يمشى فى طريق حياته بلا أى هدف.
الناجح يفكر فى الحل والفاشل يفكر فى المشكلة
الناجح لا تنضب أفكاره
والفاشل لا تنضب أعذاره
الناجح يساعد الآخرين
والفاشل يتوقع المساعدة من الآخرين.
الناجح يرى حلا لكل مشكلة
والفاشل يرى مشكلة فى كل حل
الناجح يقول: الحل صعب لكنه ممكن
والفاشل يقول: الحل ممكن لكنه صعب
الناجح يعتبر الإنجاز التزاما يلبيه
والفاشل لا يرى فى الإنجاز أكثر من وعد يعطيه.
الناجح لديه أحلام يحققها
والفاشل لديه أوهام وأضغاث أحلام يبددها
الناجح يقول: عامل الناس كما تحب أن يعامل
والفاشل يقول: اخدع الناس قبل أن يخدعوك.
الناجح يرى فى العمل أمل
والفاشل يرى فى العمل ألم.
وسأعرض عليكم الأربع علامات التالية فى مقالى القادم إن شاء الله.