لقد سرق منا الموبايل الصغير حياتنا وحياة أولادنا فكل منا له أمر يشغله ويلهيه، فهل نسمح له بأن يسرق منا أخرتنا كما سرق منا حياتنا؟ وهل نعطيه الحق أن يجعلنا نعيش أمواتا ونحن أحياء؟ فلا فائدة منا ترجى ولا حتى هناك وقت لنربى فيه أولادنا وهم كل أمالنا وأحلامنا .
نعم لقد سرق منا العالم الافتراضى الجميل حياتنا فنعيش وسط أهلنا وأحبابنا كالأموات، فإذا نادوا علينا لا نجيب نداءهم، وإذا استعانوا بنا لا نسمع صوتهم ولا نهتم بهم، وهم كانوا من قبل كل أملنا فى الحياة، والآن أصبح لكل منا عائلة جديدة جميلة افتراضية نعيش معها أحلامنا ونتشارك معها آلامنا ونسعد بوجودنا معها فأين هى حياتنا الحقيقية؟ أين هم أهلنا الحقيقيين؟ أين هم سندنا فى الدنيا؟ أين هم من عالمنا الافتراضى الوهمى الجميل؟
ففى العالم الافتراضى إذا سمعنا تنبيهاتهم على الموبايل أجبناهم فى الحال وتركنا دنيانا الحقيقة لنلبى نداء الافتراضية، وإذا طلب الزوج من زوجته طعاما قدم إليه طعاما محروقا، وإذا نادت الزوجة على زوجها فلا حياة لمن تنادى وهكذا أصبح هناك عدم تواصل حتى بين أفراد الأسرة الواحدة وكان الغرض من العالم الافتراضى التواصل الاجتماعى بين الناس جميعا لكن حدث العكس .
فقد استطاعت التكنولوجيا أن تلهينا عن أهلنا الحقيقيين وحتى عن أولادنا وفلذات أكبادنا، وفى الغرب لا يفعلون ذلك بل يخصصون جزءا صغيرا من يومهم لمتابعة ذلك .
قال الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ﴾ الرعد: 21 فأين هى صلة الرحم ؟؟!!
لذا لو خصصنا جزءا من اليوم لأولادنا وأهلنا وأقاربنا لكان خيرا لنا جميعا
فصلة الرحم أصبحت مطلبا بين جدران البيت الواحد..