إننا نحتفل اليوم بذكرى غالية علينا إلا وهى ذكرى تحرير أرض الفيروز سيناء الحبيبة بسواعد أبنائها الأبطال أبناء الجيش المصرى العظيم، إن سيناء كانت ومازالت بوابة الخير ودرع الأمن منها دخل الفتح الإسلامى إلى مصر بل إلى إفريقيا بل عبر من خلالها إلى العالم، ومما لا شك فيه أن ذكر الله لسيناء فى القرآن الكريم فيه تعظيم وتشريف لها، قال تعالى "وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ(2) وَهَٰذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ"، ومما يزيدها تشريفاً أكثر أن الله كلم سيدنا موسى عليه السلام على هذه الأرض وهى فى سيناء ولقد وصفها المولى عز وجل بالبقعة المباركة، قال تعالى "إِنِّى أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ۖ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى". ومما جعل لسيناء مكانة كبيرة فى الإسلام فهى أرض الأنبياء والديانات السماوية، بدءًا من الخليل إبراهيم –عليه السلام- وموسى ويوسف، وصولاً "للعائلة المقدسة" التى عبرتها وهى فى طريقها إلى مصر.
تاريخ سيناء حافل بالحروب والحملات منذ عهد الفراعنة إلى العصر الحديث؛ فهى البوابة الشرقية لمصر، وبها طريق حورس الذى يمتد من قناة السويس غربًا حتى رفح على الحدود مع فلسطين شرقًا ومنه دخل الهكسوس إلى مصر ومنه خرج أحمس ليطاردهم وعبره خرج ملوك مصر القديمة للسيطرة على أرض كنعان وسوريا حتى بلاد ما بين النهرين، وجاء منه إلى مصر الأشوريين والفرس، والإغريق والرومان والتتار والصليبيين، فهى أرض البطولات فقد سطر أبناء مصر أكبر ملحمة شهد لها التاريخ على القضاء على العدو الإسرائيلى وتحطيم أسطورته الزائفة.وهنا نحيى الشعب المصرى وجيشه العظيم بعيد تحرير سيناء الحبيبة.