جاء فى إحدى المأثورات: أن ملكا رجع إلى قصره فى ليلة شديدة البرودة، ورأى حارسا عجوزا واقفا بملابس رقيقة، فاقترب منه الملك وسأله: الا تشعر بالبرد ؟ رد الحارس: بلى اشعر بالبرد، لكننى لا أملك لباسا دافئا، ولامناص لى من تحمل البرد، فقال له الملك: سأدخل القصر الآن واطلب من أحد خدمى أن يأتيك بلباس دافئ، فرح الحارس بوعد الملك.
لكن ما إن دخل الملك قصره حتى نسى وعده، وفى الصباح كان الحارس العجوز قد فارق الحياة والى جانبه ورقه كتب عليها بخط مرتجف: أيها الملك، كنت اتحمل البرد كل ليلة صامدا، لكن وعدك لى بالملابس الدافئة سلب من قوتى وقتلنى، وهذه القصة تستند إلى أسس علمية، كما نلاحظ بأنفسنا الشخص المصاب بالحمى تسرى فى جسده القشعريرة ويتمكن الدماغ من خداع الوعى وجعله يقاسى البرد فى حين يكون الجسم يتلظى بلهيب الحمى وبلواها، انه تقرير علمى يمثل تحديا صادما للفهم الاعتيادى لمسألة الادراك الحسى للدفء والبرودة، فالدماغ ينتج واقعا افتراضيا نختبره بوعينا ويكون هذا الواقع انسانيا ومخصوصا بالوعى البشرى، وقد يحاكى الواقع الموضوعى، فالشعور بالحر او البرد من شئون الواقع الفعلى قد تكون حيادية من حيث البرودة والسخونة، بمعنى انها ليست بالحارة او الباردة وانما هى موجودة وحسب، وفى الاديان السماوية جميعا نهى عن خلف الوعد ويصف الاسلام من يخلف الوعد بالمنافق، كما جاء فى الحديث النبوى آية المنافق ثلاثة ..، " وقانا الله شر النفاق .