محمود حمدون يكتب: الوقت الضائع

اتسم بطبيعة قلقة، دائما يتوجس شرا من الغرباء، ربما لعلّة تأصّلت بحكم النشأة والتربية.. ذات مساء وهو عائد لمنزله أقبل عليه أحدهم، فاتحا ذراعيه ومبتسما ابتسامة ملأت وجهه سلّم على الزائر بفتور، محاولا تذكره جيدا، لم تُسعفه الذاكرة، فمن يقف أمامه بشوشا، شخص تجاوز الأربعين بقليل، مغضّن الوجه، أشتعل رأسه شيبا فى مناطق وانحسر فى أخرى، تتدلى بطنه أمامه، ولا يدرى لعلّة مرضية أو رخاوة الحياة وندرة الحركة...

قال وهو يبتسم: ألا تتذكرنى ؟ رد بفتور لاحظه المحيطون، كلا..

عرت الزائر سحابة من الإحراج، فحاول أن يداعبه قائلا ألست أنت فلان ؟ ردّ عليه بتجهم أكبر، فعلا أنا فلان لكنى لا أعرفك وحاولت أن أتذكرك ففشلت اعتذر وانصرف سريعا.

هل ما فعله صواب ؟ سؤال طرحه على نفسه كثيرا وهو عائد لمنزله، ربما يكون أحد المعارف القدام، لكنى فعلا لا أتذكره، وإن كان صديق مقّرب، واختفى كل تلك السنوات الطوال، فما الداعى ليتذكرنى الآن ؟! زاد ضيقه، ولم يدرى إلاّ وصوته يعلو بعبارة سمعها من حكيم قديم "سحقا لصداقات وعلاقات تأتى فى الوقت الضائع".



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;