القارئ نادر الليمونى يكتب: شعب مالوش كتالوج

نحن شعب بالفعل له تركيبة متفردة وبمعنى عصرى (شعب ملوش كتالوج) بما يعنى أننا لا نعترف بما يعتبره غيرنا ثواب، ولا أعتقد أنها ميزة بقدر أنها صفة التصقت بنا وزدناها التصاقا بعدم التنصل منها قولا أو فعلا، بالعكس تم التأكيد عليها مرارا وتكرارا. ومنها وأبرزها وليس آخرها : الارتكان المبالغ فيه على إنجازات الأجداد القدماء حتى صار الحديث الدائم عن التاريخ والماضى وفرد مساحات واسعة ووقت طويل فى سرد هذه العبقريات المتفردة الخالدة فى التاريخ، حتى أننا لا يحرك لنا ساكنا أو نمتعض من استفادة غيرنا بهذه المنجزات والابتكارات وبنى عليها وفضلنا نحن الاكتفاء بالحديث والتباهى بها فقط جيلا وراء جيل. وقياسا بالوقت والمساحات المخصصة للحديث عن الأمجاد والتاريخ العبقرى لنا كشعب وبين طموحاتنا وخططنا المستقبلية، فستكون المقارنة ظالمة، فكفة الماضى دائما ما تنتصر على جميع الأصعدة الشخصية لنا كأفراد فى حياتنا اليومية وعلى مستوى عائلاتنا وأمجادهم التاريخية الحقيقية أو المختلقة كمسايرة للغير ومبادلة التباهى والعنجهية فى جلسات السمر ووسائل التواصل الاجتماعى ووسائل المواصلات والمقاهى بل وفى ساعات العمل الرسمية للقضاء على الملل الوظيفى.. وجميع الامم تركن الى جذورها وتاريخها عندما تنطلق إلى المستقبل والأمم التى بلا تاريخ تعانى مهما وصلت إلى أبعد الآفاق فتظل دائما ما تعانى من نقص ينقصها وتحاول أن تجد لها تاريخاُ بأى شكل وبأى طريقة او تقلل من قيمته طالما حاضرها مبهر ومستقبلها تنتظره بشغف. مشكلتنا فقط هى الاستقرار عند هذه النقطة وعدم التحرك والانطلاق بعد منها الى حاضر يرضينا او مستقبل نتمناه. هذه فقط حالتنا التى نعول على تفردنا وعدم توقعنا كشعب (ملوش كتالوج) فى مغافلة الجميع وخاصة من يرغبون فى تواجدنا فى هذه المنطقة طول الوقت فى الانطلاق للمستقبل دونما سابق إنذار أو توقع سرعة الانطلاق وهذا ما يمثل الحلم والأمل للعاشقين لهذا الوطن والحالمين بمستقبل يستحقه ابنائه وتستحقه مصر أولا حيث لا ترتضى أبدا أن يحتبس ذكرها فى صفحات التاريخ ويتلاشى فى صفحات المستقبل وتعتصر فى صفحات الحاضر. ولذلك نحتاج الى التحرك سريعا نحو مفاهيم وأفكار تقودنا للانتقال من هذه المنطقة الى مناطق رحبة ونظرة أوسع تنظر الى المستقبل ومنها فكر التخطيط الحقيقى للمستقبل البعيد، وهو ما نراه قد بدأ بالفعل ولكنه فقط يحتاج إلى أن يكون على مستوى الأفراد بما يتواكب مع ما هو موجود لدى القيادة السياسية حتى يؤتى ثماره وحتى يصبح ملكا لكل فرد من أفراد الوطن فيحافظ عليه ويصبح منهج حياة للأمة بأكملها.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;