كم أهديتُ لكِ الصبار لأُخبرك بكربي! وأنتِ لم تهدنى زهرة استر واحدة لتشاركينى مشاعري، قدمتُ لكِ أزهار البيجونيا لأقول لكِ: كُفى عن أفكارك السوداء، لكنكِ لم تفكرى ولو للحظة أن تتأسفى ولو بزهرة هياسنت أرجوانية، كم منحتكِ الأمل! أتذكرينَ حين همست لكِ: لا تيأسى أبدًا، ومددت لكِ زهرة البيوتونيا، تحت ظلال أشجار الصفصاف المتهدل على ضفاف النهر الجارية مياهه، وأنتِ لم تَمُدى لى يديكِ، كم قدمَ لى الكثير منهنَ قرنفل مجوز، ليُخبروننى بأنى محبوبٌ لديهم! وبكل أسفٍ فشلت قصة حُبنا، فزرعت أزهار التيوليب صفراء اللون لتُعزيني، وعقلى كُلما تذكركِ تاه فى النظرِ إلى أزهار البانسيه، لم استسلم البتة، حين غادرتِ عنى وأنكرتني، فلقد وجدتُ غيركِ يحتويني، فسُرعان ما قدمت لها تيوليب بلونه الأحمر لأُعلن لها حُبى وحناني، وتيوليب ملون لأُخبرها كم جميلةٌ عيناها، فكنت غيور عليها فأهديتها باقة وردٍ أصفر، هى لم تبخل أبدًا عليَّ، حين أهدتنى أزهار الأوركيد وسالفيا حمراء، إذ تقول: حُبكَ تغلب عليَّ، وأنت لى إلى الأبد، استمر حُبنا سجال بينى وبينها، فلم أبخل عليها بالبنفسج الأبيض، فهى مثالاً طيب على الحياء.
تعالِ معى لنزرع حديقتنا كُلها، من الورد الأحمر رمز حُبنا، ومن والأبيض لطهارة قُلوبنا، وعلى حواف حديقتنا وسورها من الأصفر لنُعلن للعالم غيرتنا.