فى حياة الغُربة يتوجب على المرء منا السفر لمسافات بعيدة، يهُون الُبعد بقدرِ ما يرتجيه وينويهِ، يهُون كل شىء إذا ما أدرك وأحس قدره ومكانته فى قُلوبِ من يُحبوه، لا سيَّما والديهِ ورفاقه. الشوق والحُب يَطيح بالعناء والتعثر الذى يلقاه خلال تنقله وترحاله.
اِعتدت دوماً، قبل سفرى كل مرةٍ، أن أتوجه لحجز تذكرتينِ؛ الأولى قُبيل رحلتى بسبعة أيامٍ، على أقل تقدير، والثانية يقوم بالمهمةِ صديق لى، متى انتهى مطاف الرحلة الأولى، وقبل اِنطلاقها. قبل ذلك كلهُ، يتعثر العقل فى أخذ قراره، وما بين التذكرتين أيام ليست بكثيرة؛ إذ تمر لمح البصر، إذ عُدت الأيام، مع من، وإلى أين، ومتى ألتقى! هذه الأيام المحصورة بين التذكرتين تنقضى قبل قيام أول رحلة، لك أن تتخيل.