صابر حسين خليل يكتب: عواد والخديعة

عواد أشهر من قدمت الإذاعة قصصهم، فقصة عواد وبيعه لأرضه كانت حديث الناس فى ستينات القرن الماضى، حتى أنه كان يطلق اسم عواد على كل من يبيع أرضه.

عواد كان رمزاً لكل من خان انتمائه لمهنة الزراعة والتخلى عنها.

وقصة بيعه لأرضه وزواجه من وهيبة راقصة الموالد، التى ظلت بجواره حتى انفق عليها ثمن الأرض ثم اختفت وتبخرت. سمعت قصته بالأمس، وفجأة سكت صوت القصة وإذ بعواد يتكلم قائلاً كفى يا صاحبى كفى خديعة لكم.. أنا عواد، أنا من باع الأرض أنا من تزوج من وهيبة الراقصة، أنا عواد، نعم بعت أرضى لكن هل سألت نفسك لما بعتها، الأرض أصبحت عبئاً كبيراً على أصحابها، انظر إلى الفلاح الذى كان يملك فدان من الأرض تفتت إلى قراريط على أولاده، أى أرض، والفلاح يعانى من نقص الأسمدة والمياه، يعانى هو وأولاده وفى نهاية الموسم يشترى التجار منه محصوله بأبخس الأسعار.

نعم أنا عواد أنا من باع الأرض، أنا من تزوج وهيبة راقصة الدرجة الرابعة، راقصة الموالد عندما أنفقت كل مالى عليها أشارت على بالذهاب لأم الدنيا مصر، وهناك اكتشفها السبكى وقدمها فى أفلامه وأصبحت راقصة مصر الأولى، وأنا مدير أعمالها، أنجبت طفلين فى أحسن المدارس الخاصة مصروفاتها بالدولار، أنا ووهيبة اليوم من علية القوم. وأين من تمسك بالأرض وحافظ على العرض ؟ يعانى المرض هو وأولاده، لا تعليم، لا كساء، لا سكن ملائم.

هل أدركت الخديعة ؟ هل اقتنعت أن عواد فعل الصواب ببيع الأرض ؟ ماذا عساها أن تقدم له؟ ليس هذا زمن الزراعة، فنحن نستورد كل شيء، وهذا ليس زمن العرض، فقد بعنا كل شيء.

عندها أفقت وأدركت أن عواد قد فعل خيراً ببيع الأرض فهو يسكن القصور وأولاده ينطقون بألف لسان. أما أولاد الفلاح فالمرض قتلهم ومازالوا يبحثون عن العلاج.

كانت خديعة كبرى ما قالوه عن عواد. أغلقت الراديو وفتحت التلفاز لأشاهد فيلم وهيبة الجديد.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;