كم من سُفنٍ تاهت عن شواطئها فى ظلام الليل، وكم من خطى ظنت
أنها تاهت عن الدرب! فاجأتها رياحٌ لا تشتهيها، لكن لم يكن هناك
أمل، سوى التعلل بالصبر، على أن يصل شعاع الفأل لآمالنا المخبؤة،
يوماً ما، فى كل حالٍ، أمر اللهِ جميل، لا ندركهُ لِجهلنا وعَجُلتنا،
قال الله تعالي: (وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا)."آية: 11، سورة الإسراء".
لكن الله بلطفه يستجيب لنا فى الخير، إن آمالنا وإن كانت فى الجحور
مخبؤةً، وتأخر بُلوغها، سيأتى يومٌ تصل إليها أشعة ثقتنا بالله وحسن
ظننا فيه، وتلمسها قُلوبنا.
عندها لا يُدرك المرء عظمَ ما هو فيهِ من الطمأنينةٍ والجمال الروحى من فرط غرقهِ
فى نعم الله كأنه فى حُلم اليقظة العميق يتمنى أن يَفيقَ منهُ، للتو إلى حقيقتهِ التى هو عليها.