كعُرف سائد فإن الكيانات المختلفة كالأحزاب والجمعيات.. إلخ غالباً ما تصدر بيانات أو تعليمات خاصة بها وبأعضائها وبخططها المستقبلية، لكن لا مانع أن يُصدر المرء بياناً يخص به نفسه وأسرته زوجته وأولاده وحسب!.
كمواطن مغترب فى بلاد الغربة لأكثر من عشرين عاماً، حقيقة كنت أتمنى واقعاً وظروفاً أفضل مما نحن فيه لأسرتى ووطنى، فعندما قُدر لى وكتب علىّ الاغتراب بنفسى وفيما بعد بأسرتى حلمت أنا شخصياً بأشياء وأمانى كثيرة لى ولزوجتى وأولادى ولوطنى وحتى لا أكون ناكرا للنعم تحقق البعض منها فى حياتنا، ولكن أخفقت فى أمنيات كثيرة جدا لى ولأولادى، فعلى المستوى الوطنى ومع حدوث ثورة يونيو 2013 المجيدة تمكنا كمشاركين مع عشرات الملايين من شعبنا المصرى العريق من إحداث ثوره رائعة خضراء أزالت حكم جماعة فاشية مستبدة وأنتجت لنا رئيسا انتقاليا محترما وبفضل الله تعالى شاركت وأسرتى فى انتخاب رئيسا ثانى حكيما وشاركت وأسرتى قبل انتخابه بدعمه بمئات الصفحات على المواقع الاجتماعية لدعم ترشحه وانتخابه.
وتحقق الحلم وتم انتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسى للبلاد، وبعد ثورة يونيو المجيدة فضلتُ تحويل أبنائى من نظام الدراسة العالمى ليدرسوا المناهج المصرية وتاريخ وجغرافية الوطن العزيز، ولكن اصطدمت بحزمة إجراءات ومعوقات ومواد ونصوص وعلى إثرها راسلت وزير التربية والتعليم آنذاك محمود أبو النصر لطلب العون والمساعدة والدعم وأجابنى بعد عدة رسائل متكررة، وبعد حوالى أربعة أشهر أنه لا محالة ولا أمل ولا عون ولا مدد ولا ولا..! وضاع على أبنائى المساكين عامهم الدراسى.
وتغير الوزير وجاء وزير جديد للتعليم هو د.الهلالى الشربينى، وتكررت مراسلاتى لمعالى الوزير والوزارة، وتلك المرة أجابتنى الوزارة بعد شهر بنفس إجابات وردود وروتين الوزير السابق! وسيضيع على أبنائى عام دراسى آخر بسبب إجراءات وروتين وتعسف وعدم إدراك مسئولين لمستقبل الأولاد.! وكنت أتمنى بعد سنوات الغربة العجاف أن يكون هناك وكيل ووزير يشعر بملايين الأسر من المجتمع المصرى فى أوطان الاغتراب ويدعمهم فيساند المحتاج منهم ويرعى شئونهم ويساعد المحتاج ويساند العاطل ويرعى المرضى وينصف المظلوم.
والواقع أن سعادة الرئيس السيسى حقق الحلم وتفضل بتعيين السيدة غادة عبد الشهيد وزيرة للهجرة وشئون المغتربين، واستبشرنا كثيرا أنه ستسافر معالى الوزيرة هنا وهناك وتجلس بين المغتربين وتهتم بشئونهم وتعقد المؤتمرات وتحل مشاكل الناس وتساند المحتاجين والمنكوبين والمظلومين والمصدومين والقتلى والمدهوسين، وشخصيا تشجعت وبحثت عن "إيميلات" معالى الوزيرة والوزارة الجديدتين حتى ظفرت به وسطرت لمعاليها رسالة بعد أخرى واقتراح بعد الآخر وأحسست بعد انتظار حوالى عام أنى أرسل رسائل لنفسى فعندما تذهب الرسالة لمسئول ما ولا يرد فإنك ترسل وتحدث نفسك.! فإما ان تحاول مرات وإما أن تنسى الموضوع وتفقد الأمل وكان فقدان الأمل فى وزراء وسفراء وحكومة نهاية طريقى المظلم!،ولم تقصر الرئاسة فكان يُنشر على شاشات التلفازات عنوان بريد إلكترونى لها وأرسلت رسالة بفكرة ما لسائر المغتربين وبعدها بشهرين رسالة أخرى، ومرت شهور العام ومازلت أنتظر.!.
ومثلا فى إطار التعامل مع القنصلية فكنت قد حجزت لسفر زوجتى وأولادى فى شهر رمضان الماضى وحالت إجراءات مطار جدة دون سفر زوجتى وابناى وقيل لى إنه لابد من عمل جواز سفر منفصل للزوجة والولدين وذهبت للقنصلية ذات اليوم وقالوا تقدم بطلب جواز جديد وسيستغرق مائة يوم.! وضاع السفر وقيمة التذاكر!، ويقول بعض المجربين إن الجوازات الجديدة "المميكنة" تستغرق بين ثلاثة وستة أشهر! فعندما تذهب للقنصلية لغرض ما فإما أن تكون محظوظا ووالديك داعين لك بالخير وتنهى موضوعك سريعا أو تصطدم بإجراءات الروتين والحكومة والتعليمات واللوائح وتكره اليوم الذى ذهبت فيه للسفارة..! فربما بعض الإخوة المغتربين قد وفقوا فى عمل تكتل ما فى صورة "اتحاد" يعبر عنهم لرعاية أعضائهم وذويهم وأتمنى ذلك وأدعمه، ولكن هذا فى محيطهم دون ملايين من المغتربين، ولا يجب أن يتحدث أى أحد باسم ملايين المصريين المغتربين فى دول الخليج أو العالم.
وإذا كنا بعد عدة ثورات وفقنا فى اختيار رئيس للبلاد، ولكن ربما لم نوفق فى اختيار مسئولين ووزراء ووكلاء يقدرون ويحترمون سائر مواطنى الشعب ويعرفون حقوقهم، فلا يجب أن نضحك على أنفسنا وينبغى أن نكون واقعيين نتقبل النقد عند التقصير والمدح عند التوفيق، إذا كنا نريد النجاح والفلاح والتقدم لبلادنا والرقى لشعبنا العريق.