أتعرف ما معنى الكلمة؟ مفتاح الجنة فى كلمـة، دخول الناس على كلمة، وقضاء الله هو كلمة، الكلمة لو تعرف حرمة، زاد مزخور، الكلمة نور، وبعض الكلمـات قبور.. إن الكلمة مسئولية، إن الرجل هو كلمة، شرف الله هو الكلمة.
هذه الكلمات العبقرية، كتبها "عبد الرحمن الشرقاوي" فى "الحسين ثائرًا"، ولو ركزنا فيها، سنجد أنها حقيقة نعيشها كل يوم، وكل لحظة من حياتنا، فكل شيء فى حياتنا أساسه كلمة.
فعلاقة الحب بين الرجل والمرأة، كانت بسبب كلمة، وهى "بحبك"، وقد ينبنى على هذه الكلمة علاقة زوجية وأسرية، تجنى من ورائها أبناء وأجيال.
والانفصال بين الزوجين أو الحبيبين يكون سببه كلمة، والمعاملات والأعراف التجارية تنعقد بكلمة، والأشراف يُصدقون على اتفاقياتهم بكلمة، والوحى نزل على النبى محمد (صلى الله عليه وسلم)، بكلمة "اقرأ".
ومشاعر البشر قد تُولد بين بعضهم البعض بسبب كلمة، فأحيانًا عندما تتحدث مع شخص، وتستشعر المصداقية فى حواره، بسبب كلمة قالها فى لحظة صدق، وتُولد بداخلك مشاعر صادقة حياله.
وأيضًا المشاعر قد تموت وتنتهي، مهما كانت قوتها، بسبب كلمة غير لائقة، فتخلق حالة من الزلزال بداخل الإنسان، ويكون له توابعه.
فالكلمة قد تكون طوق نجاة، أو حبل يلتف حول رقبتك، قد تكون بداية ترويج شائعة، أو بئر أسرار عميق، قد تكون بداية حياة، أو ختام بلا سلام، وقد تكون نور أو ظلام، رحمة أو عذاب، قمة الصدق أو منتهى الكذب، فهى الشيء ونقيضه، فهى إما السماء أو الأرض، ولكنها لا تحتمل أن تكون فى منطقة الوسط، فهى إما أن تعلو بك إلى عنان السماء، أو تخسف بك الأرض، فإما المدح والثناء، أو الذمّ والازدراء، وإما السعادة والهناء أو العذاب والشقاء.
فمن يعرف قيمتها وقدْرها، وكُنْهها، يحسب لها ألف حساب، فيفكر ألف مرة قبل أن تخرج الكلمات من بين شفتيه؛ لأنه سيعلم مُسبقًا أنه حتمًا ستكون فى كلمته إما بدايته أو نهايته، وشتان بين المقدمة والختام.