الألم شيئ معنوي لا ندركه بحواسنا، لا نراه ولا نسمعه، لا نستطيع لمسه أو الإمساك به، ليس له طعم ولا رائحة، نحن فقط نشعر به ونئن ونتعذب من احساسنا به.
الألم سلاح ذو حدين، فهو الداء والدواء في أن واحد، يؤرقنا الألم ويعذبنا، يسرق من أعيننا النوم، يستدعي الدموع لمصاحبته، ولكنه هو الشفاء والوقاء من الأخطار فبدونه لن نعرف ابدا بوجود مرض يهلك أجسادنا، لن نميز الأمن والخطر، ولن نفرق بين الحبيب والعدو والحب والكره، وايضا بين الخير والشر الذي يضمره البشر لنا.
علي الرغم من قسوته، فصفعاته لنا هي ناقوس للخطر توقظنا من غفلتنا ومن الانحراف وراء الأوهام.
تعلمنا في الأحياء كم من المفيد لنا أن نتألم، وكيف انه دليل قوي علي صحة جهازنا العصبي، وانه لولاه لمتنا دون أن نشعر، وفي مدرسة الحياة علمنا انه الخليل الوفي، فهو الذي يقينا الهلاك ويمنعنا من الوقوع في شرك الحب الكاذب، يحمينا من ألسنة الخيانة الملهبة ومن حرقة الغدر وغربة المشاعر الموحشة.
الألم يقوينا، يبني فينا ارادة وعزيمة، يجعلنا اصلب ومن الكسر ينجينا.
الألم هو الدواء اللاذع وهو مصل الحياة لكل قلب مجروح، وهو طبيب الروح وملاذ المشاعر.