إن الله سبحانه وتعالى قد خلق الخلق والمخلوقات وخلق كل شيئ بقدرته وحكمته وعلمه كما فضل الله تعالى واصطفى لنفسه ما يشاء من المخلوقات والخلق والعوالم والكائنات والكواكب وغيرها كما كرم الله تعالى الإنسان على سائر المخلوقات وجعل لكل منهم شرعة ومنهاجاً , كما فضل الله تعالى وأصطفى من بنى آدم الأنبياء والرسول وأصطفى من الأنبياء والرسل أولى العزم ومنهم نوح عليه السلام وإبراهيم عليه السلام وموسى عليه السلام وعيسى عليه السلام وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم , كما فضل الله تعالى وأصطفى أمة الإسلام على سائر الأمم والشعوب حيث قال الله تعالى " وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا " , صدق الله العظيم , كما فضل الله تعالى وأصطفى من العصور والأزمان على غيرها وفضل الله تعالى من الأشهر شهر رمضان على سائر الشهور كما فضل الله تعالى وأصطفى من الأيام أيام العشر الأول من شهر ذى الحجة ويوم عرفات ويوم الجمعة من كل أسبوع , كما فضل الله تعالى واصطفى من الليالى ليلة القدر التى أنزل فيها القرآن الكريم وجعلها خير من ألف شهر حيث قال الله تعالى " إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِى حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)" صدق الله العظيم , وكذا علماً بأن صحف إبراهيم عليه السلام والتوراة والإنجيل والزبور والقرآن الكريم قد نزلت جميعها فى شهر رمضان المبارك , كما أن ليلة القدرة قد سميت بهذا الإسم لما لها من القدر والشرف والتعظيم كما تكتب فيها قضاء وأحكام ومقادير ومصائر وأرزاق جميع العباد والبشر والمخلوقات خلال عام وتكتب جميعها فى هذه الليلة المباركة التى هى خير من ألف شهر أى ما يعادل 84 عام وقد تصادف ليلة القدر أحد الليالى الفردية من العشر الأواخر من رمضان وقد تكون على الأرجح ليلة السابع والعشرين من رمضان , ومن أعظم فضائل ليلة القدر أن أجرها عند الله عظيم ولا يعلمه إلآ الله سبحانه وتعالى , وقد بينت جميع المؤشرات والتقديرات والتحليلات المحلية والإقليمية والعالمية أن ليلة القدرة هى أكبر نموذج مثالى لمظاهر التكافل والتراحم والتكامل الإجتماعى فى الدول والمجتمعات كما يكاد ينعدم أن تجد محتاج واحد فى ليلة القدر كما تتراجع جميع معدلات ومظاهر إرتكاب الجريمة فى ليلة القدر , كما تتجه جميع القلوب والدعوات فى ليلة القدر إلى رب واحد وإله واحد وخالق واحد ورازق واحد ومعبود واحد هو الله جل فى علاه .