وعلمت أن القانون الأمثل هو الإنسانية وأن السلام هو جنة الدنيا ومراد الخالق لخلقه.. وأن الإنسان يتحول لكائن وحشى إذا شاب فى فطرته غبار فيكون أكثر ما يكون فى قلبه الطمع والغل ومن ثم يرى العالم غابة يتصارع فيها للبقاء، فالوعى الحقيقى أننا جميعا من الطائفة (الإنسانية) وأن لكل منا حياته ومعيشته متوقفة على الآخر فكل منا يحتاج كل الاحتياج إلى الآخر فليس أننا على معرفة تامة بكل شىء، وأن فطرتنا ليست مختلفة وأننا جميعا تحت سماء الدنيا التى يؤمن بها الجميع بأن الروح تذهب إليها وتضرب منها فالجميع مؤمن بذلك.
أتذكر ذلك الصديق إسحاق عندما تكلمنا عن اختلاف الأديان وحكى لى كيف كان يعامله المعلم فى المرحلة الابتدائية بعنف بسبب اختلاف الدين وتكلمت معه بفطرتى وبكلمة حق وأعلمته بأن الدين لا يجتمع فى شخص واحد وأن الجنة ليست حكرا على أحد فكان فى أسعد ما يكن من محبتى له الصادقة، وتلك الجميلة ياسمين التى مرت بمرحلة شك فى كل شىء وتجردت وألحدت وعندما تحدثنا معا بفطرة وبراح من الحب والأريحية فى الكلام كانت النتيجة أننا جميعا نحتاج إلى التجرد من المداخلات الشائبة، وهذه نرجس البهائية المتحررة من الموروثات كانت نتيجة الرجوع إلى فطرتنا أننا لسنا وحدنا قد نملك الصحيح وفى الحقيقة أن اختلافنا هو سبب رحلتنا فى البحث عن الصحيح . فالله ليس حكرا على أحد، وإننا مؤمنون بأن الإله فى السماء وإن كانت السماء هى تجمعنا فى النظر إليها وهى الطريق المشترك فى رحلة الروح إليها فبحق السماء أن كل منا يحتاج إلى الآخر وأننا فى حاجة للتعايش بالحب والسلام، والوعى بأننا فى مركب واحد يجمعنا كوكب واحد فأما أن نسعى جاهدين الى الحفاظ على طائفتنا الإنسانية بالحب والسلام وإما أن نكون سبب فى انقراض أنفسنا بالحروب والقتل هذا الأسلوب المتدنى عن الحيوان مع أن الحيوان لا يأكل مَن من نفس طائفته.