سأكتب كأنى لم أكبر
أعوام مرت لا أذكر
لعل العمر يسامحنى
ولعل الوقت هنا ينصت
هل أحكى للحى الطيب ما يجرى
أم أصمت؟
أنهيج ذكرى أم نخرس؟
هل الهلال مؤذنا بقدوم عيد
فى الأفق يرنو من بعيد
وأنا المسافر فى مراكب
سيدى عبد الرحيم
أتلمس الخطوات أحبو كالوليد
الأم ترتب فرحتنا
والأب الطيب يحرسنا
نامت عينانا وعيونه دائمة تحرس
الفجر يؤذن فيشيع البهجة فى الأنفس
والكل يصلى فى البيت الدافئ والمسجد
ينسكب الضوء على عينى
فينير وجوها تعرفنى
ما زلت أغوص بأفكارى
والعام الذى أستحضره
يتساقط معه جزء من جسدى
والنهر الغارق فى الذكرى
يسرى عكس التيار
فيعيد وجوه طفولتنا
على صفحته ليل نهار
وجوهٌ كانت تصطاد
حصاد العمر على الطرقات
وأنا العاشق المجهول يسابق أحلامه
ما بين الحاضر والأمس
هل اظلم شباكُك؟
أم مازال الحارس خلف الباب؟
أيقين أنتى أم محض سراب؟
الأب الطيب مازال
يتلو قرآنا يحرسنى
ويهنئ كل الجيران
نامت عيناه على فرحة
واستيقظ فى يوم العيد
والجد الطيب والجدة
والعم الطيب والعمة
ومحمد ابن العمة
مازالت كتفاه تحملنى
والخال الغالى والخالة
تحرسنا دعواهم من مدة
نامت عيناهم من فرحة
وصحوا فى يوم العيد
مصروف العيد نبدده
والثوب جديد
والباب يسابق طرقاته
فلأفتح لصديقى وليد
نامت عيناه على فرحة
واستيقظ فى يوم العيد
نتسابق نحو الألعاب
وصديقى أحمد يدفعنى
نحو الأعتاب
وأظل أقاوم دفعته فيرد الباب
ويكرم ضيفا بطعام وشراب
نامت عيناه على فرحة
واستيقظ فى يوم العيد
ويمر العيد بعد العيد
فيأتى عيدٌ بلا أحباب
الدمع الدافئ يتساقط
يا ذكرى الأحباب
وأحاول أمنع دفقته
وأسد الباب
فتهيج الذكرى تفتح أبواب
هل يكفى الدمع السارح خلف الباب
يا زمن طفولتنا أين الأحباب؟!