1
في منتصف الرحيل
خطىً تتنهّد
والدروب المرتجفة
تئن في نهوض
إلى الأرصفة الخشنة
في ملتقى السواقي
أجعل قلبي لك مركباً
يراودني شغب الأراجيح
أشرّع أسئلة الماء
قبل أن أعتكف المكان
2
ألا يكفيك
نومك على بساط القصب
يا مذاق الجنون المحلّى
صبحك سرمدي
وأنا هرمت
قالت ألا تعلم
لا يأتي شغف الإبحار
إلّا من رصيف الأرق
3
لم أعد أسمعك
الفضاء يكتسي السكون
من شفة الجدول
تأخر نور المساء
متى تعود؟
مازال الشفق يعانق
وجه الغياب
كيف تركتك
تبدّد أقنية الهمس؟
ارتبك الرحيل
فاعتزلت المسافة
4
تموت الفصول
فوق الرصيف العاقر
زهرة الثلج تحتسي
أوردة البياض
تعزف القصيدة
احتضار المدينة
نحمل نعش التقاسيم
خطيئة الميلاد
كأن في جنون الصقيع
يسيل شمع الذنوب
على عتبات الخطايا
5
تغسل الحقائب الباردة
زهرة الطفولة
خيوط الفراغ
تلملم رفات الوقت
وتكتب وجع الأمد
على أوردة الرمل
سور المدينة لم يمت
لكنه منذ ضباب وحسرة
أصبح لوحة صبّار
الوجوه الصغيرة رحلت منذ ندم
لكنهم يبكوها الآن
فلنحاول غياب آخر
6
الأرض تحب الصلاة
وتعب التراب ينزف
بحر السفر
رأيت في غابة الخبز
ساقية تجري
تحمل ترياق الصبح
يوغل القمح في السكون
حتى ينثر ماء الضباب
جوع المكان
للإيمان ملامح أخرى
يرتدي العشب المرتبك
أطراف الغيبوبة
يصرخ الطين
ازرعوا في أخاديد حقلي
أوردة لقلوب الجائعين