بَيْنَما أنا فى طُفولتي، فى سنِ الخامسة من عُمري، وبى كأن شيء
جــــميل يسكننى بكــــل ما تحمله مشاعــــــــر الفرح، متلهفاً إليه
جداً، حيث كنت أراهُ بِعُيون قلبى جميل ذاتَ رقة وبهجة، قبل أن أراه
بعينيَّ، وتدل عليه ملامحُ جَماله إذ يُسْعدُ القلب وبه يَطيب، هكذا
سكن حُبى للطبيعة الخضراء وبالأخص تلك الورود التى أنعم بِحُبها
الآن، وأعيشُ معها أجملَ قصة حبٍ و وُد، بكل التفاصيل الجميلة التي
كانت محفوظة فى قلبى عنها قبل اللقيا.
لكم تشوقت لِما خَبأه قَلبى من معانى لهذا الجميل المنتظر الذى لا أعرف ما هو، حِينها، وما إن صادفت أول الورود فى طُفولتي، وكأن قلبى يردد: هو هو! وازْدَدْتُ تعلقاً وحباً وسكينةً لهذا الجمالُ الذى أحيا قلبى وأَينعَهُ، إنهُ الجمال
الذى لامس الفؤادَ وجذبهُ نحوهُ دون استئذان، بخطواته تزداد لهفة يوما
تلو الآخر، أنعمَ اللهُ على بعدها بكل صُنوف الجمال من حولي، لا سيَّما
حين التحقت بالجامعة، وكأن فى قلبى مخطوطة أثرية اكتشفتها،
إلى اللحظة والشوق يزداد، فلك الحمد يارب على عطاياك الجميلة،
وإن كانت فى عُيونِ الآخرين بسيطة، لطالما بعدت عنا الأشياء؛ فهي
فى عـــــــيوننا غير مرئية، ونحن فى الأصلِ عُميـــان عن رؤيتهـــــا،
لكنها قد تكون مَحسوسةً يطربُ بها القلبُ وإن طال اللقاء.