لا شك أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز عاهل السعودية الشقيقة تثلج قلب كل مصرى، ولطالما انتظرها المصريون لتلجلم ألسنة المتربصين بالوطن العربى عامة وبمصر والسعودية خاصة وتلقم أفواه مروجى الشائعات حجرا يكتم أنفاسهم ويخرس ألسنتهم، ويذكرهم أن ليس للكذب أرجل يسير بها فيظل حبيس ظل الكاذبين أو يقف عليها فيتعرف عليه ذوو النوايا الطيبة فيقذفوه بالحق فيدمغه فإذا هو زاهق كما يزهق الله كل باطل؟؟
ولن تنسى مصر ما عاشت مع مواقف الملك الراحل عبد الله منها بعد ثورة الثلاثين من يونيو وبعد انتخاب عبد الفتاح السيسى رئيسا للجمهورية، إذ حضر بنفسه للتهنئة رغم مرضه فى طريق عودته من رحلة علاج واستقبل الرئيس السيسى فى طائرته بمطار القاهرة ليؤكد للعالم كله ولأمريكا والغرب على الخصوص وقوف المملكة بجوار شقيقتها الكبرى مصر بكل مالها من ثقل سياسى واقتصادى فى العالم، ولن ننسى دعوته إلى مؤتمر شرم الشيخ لدعم اقتصاد مصر.
والأشقاء السعوديون يعرفون أكثر من غيرهم كيف أن مصر لا تبخس حقوق أخوتها ولا تنسى وقوفهم إلى جانبها وقت المحن، ويعرفون أيضا أنه إذا قويت مصر وقوى اقتصادها كان درعا قويا لأمتها وحصنا آمنا لأبنائها، كما يعرف أخوتنا فى السعودية ونحن فى مصر أنه إذا توحدت كلمة مصر والسعودية ورؤيتهما ورؤاهما، كان فى ذلك الخير للأمة جمعاء وساعد فى حل مشاكلها والتغلب على معوقات نموها.
ومن أجل ذلك أو بعضه ها هو فخامة الملك سلمان بن عبد العزيز وأخوه الرئيس السيسى يلتقيان فى قاهرة المعز ليقولا للعالم كله، إن مصر والسعودية "إيد واحدة وأفكار متعددة تتوازى ولا تتقاطع" وأنهما معا سوف يفشلان خطط الغرب لتقسيم الشرق الأوسط وأنهما يحاربان الإرهاب المتخفى بعباءة الإسلام، ويدينانه ويدينان أى عمل تخريبى فى أى دولة من دول العالم بما فيها الغرب وأمريكا الراعى الرسمى للإرهاب سرا رغم إدانتها له جهرا، فالعرب بمبادئهم لا يتعاملون إلا بوجه واحد، وليسوا كغيرهم من بعض دول الغرب "فى الوش مراية وفى القفى سلاية"، كما يقول المثل المصرى.
مرة أخرى أرحب ويرحب معى تسعون مليون مصرى بفخامة الملك سلمان، فقد جئت أهلا يحبونك ويحبون تراب بلدك، حيث يوارى رفات حبيبهم الأكبر وأعظم من مشى على الأرض سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وحللت سهلاً فى بلدك الثانى مصر ضيفا عزيزا على أخيك فخامة الرئيس السيسى حماه الله وإياكم وعشتما ذخرا لأمتكم العربية والإسلامية.