استيقظت على صراخ وأصوات انفجار عنيف، أسرعت إلى غرفة أولادى الثلاثة، وجدتها خالية، خبطت على صدري، فتذكرت أنهم لازالوا بالمدرسة، سمعت أصواتا كثيرة بالخارج (المدرسة تقصف، المدرسة تقصف الآن)
غاب عقلى وعميت عيني، أخذت أجرى فى البيت حتى اصطدمت بزوجي، أمسكت بيديه، وقف الكلام فى حلقي، ولم يساعدنى على الخروج، فقلت بصوت متقطع وكأن روحى ستنزع منى وكأنها آخر كلماتي: أولا..دنا أولادنا الثلاثة فرد زوجى بهدوء غريب:
اهدئي.. أولادنا بخير
كيف؟! والمدرسة تقصف الآن.. علا صوتى أكثر المدرسة تقصف وحلب تباد
خرج عن هدوئه:
لسنا فى حلب الآن
لا تكمل.. هناك فرصة لنجاتهم
ضم رأسى إلى صدره حتى لا أرى دموعه، كما اعتاد ان يفعل منذ ثلاث سنوات وقال:
هم نجوا بالفعل.. فلازالت أرواحهم هناك تحرس الوطن