أكون حزينا أشد الحزن وأنا أرى نساءنا وفتياتنا يتعرضن للتحرش من قبل الشباب، لأن المرأة هى أمى وأختى وعمتى وخالتى وابنتى ومن يتحرش بالمرأة فهو لا يقدر قيمتها، لأنة لا يقدر قيمة المرأة إلا الشخص الذى تربى ونشأ فى بيت فتح عيونه على احترام المرأة فتح عيونه على وجود امرأة تحوز على الاحترام من جميع أفراد الأسرة من الأب أولا لأنه قدوة لأبنائه ثم من الأبناء.
فإذا كان الإسلام أمرنا جميعا نساء ورجال بغض البصر وحفظ الفرج فهل نلوم الشباب عندما يتعرضوا للنساء بالتحرش ولا نلوم النساء أما إن المسألة مشتركة بين الطرفين فإذا كان الإسلام أمر الرجال بغض البصر وحفظ الفرج فإنه كذلك أمر النساء بغض البصر وحفظ الفرج وعدم التزين إلا داخل البيت ولزوجها فقط، وإليكم الموضوع المهم والخطير لنرى ما هو السبب فى جرائم التحرش الجنسى بالنساء هل الشباب هل النساء أم أنها مسألة مشتركة تقع على عاتق الطرفين؟ فكل منهما له دور فى إيقاع هذه الجريمة النكراء التى يندى لها الجبين، لأن المرأة هى روح وريحان هذه الحياة فهى أصل الحياة فاحترموا أصل الحياة.
انتشرت حوادث التحرش الجنسى وأصبحت على كل شكل ولون، وتصاعدت ووصلت إلى حد القتل، وهذا ما تؤكده الجمعيات العاملة فى مجال حقوق المرأة وغاب عن هذه الجمعيات أن الرجال أيضا ضحايا التحرش الجنسى من قبل النساء ودليلى على ذلك قال تعالى فى محكم آياته
"وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِى بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّى أَحْسَنَ مَثْوَاىَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23) وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَّأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24) وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (25) قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِى وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (26) وَإِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ (27) فَلَمَّا رَأَىٰ قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ" صدق الله العظيم.
بالقطع يلخص هذا المشهد القرآنى العظيم الذى يصور واقعة التحرش بنبى الله يوسف عليه السلام من قبل امرأة العزيز ما نريد سرده فى السطور التالية إذ يؤكد أن التحرش سلوك لا يقترن بالذكورة فقط بل إنه تصرف قد ينبع من الأنثى نفسها أو أنها تساعد على الإتيان به إذا ما أتاحت الفرصة لمن يقف أمامها لفعل ذلك.
"ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه" صدق الله العظيم
يقول العلماء إن التحرش فى الشارع سواء من رجل أو أنثى يعتبر مظهرا من مظاهر التعبير الجنسى لهؤلاء الذين لا يجدون متنفسا طبيعيا لة بسبب الكبت وقائمة المحظورات الطويلة والموجهة بكاملها للكبت الجنسى وعدم إشباعه، ما يجعلها تتضخم فى اللاوعى دافعة الشخص إلى تعبيرات مغايرة عما هو مألوف ومتخذة أنماط سلوكية منحرفة، وإذا نظرنا إلى الشريحة الأوسع التى تمارس هذه السلوكيات سنجدها من الشباب ذكورا أو إناثا، حيث تعتبر قوة التعبير الجسدى عن البلوغ الجنسى أحد خصائص هذه المرحلة العمرية، والذى يترافق مع عدم وجود صرف لهذه الطاقات فى نشاطات مثمرة كممارسة الرياضة أو النشاطات الثقافية، وما إلى ذلك كما لا يوجد متنفس مشروع كالزواج لصعوبة متطلباته حاليا والحل فى تدخل من بيدهم الأمر فى تسهيل مهمة الوصول الى المتنفس المشروع وهو الزواج من اجل حماية الفتاة والفتى من الانحراف والسقوط فى بحر الفحشاء والرذيلة.
أما عن السؤال المطروح هل الرجل يتعرض للتحرش من النساء؟
الإجابة نعم يتعرض عدد كبير من الرجال للتحرش وبأنواع شتى والدليل على ذلك فتيات كثيرات فى هذا العصر وصلن الى مفهوم وإحساس مريض بالحرية فى ارتداء ملابس كاشفة تثير الغرائز وتحرك الرغبات دون اكتراث بأى قيم ومبادئ وتقاليد مجتمع شرقى لا يعرف هذا الكرنفال المنتشر فى مدارسنا وجامعاتنا وشوارعنا فأين حياء الفتيات فتاة تسير فى الطرقات وهى ترتدى البنطلون الساقط الضيق الذى يجسم المفاتن وترتدى البادى الضيق الذى يظهر تفاصيل جسدها وكأنها بذلك تنادى وبأعلى صوتها هذا جسدى أفعل به ما تشاء فماذا ننتظر من فتاة عرت جسدها وكشفت كل عوراتها وتبجحت بالفحش وأعلنت للجميع أنها تفعل ما تشاء، ولا يعنيها أن يستنكر أحد غوايتها وفسوقها، ونأتى بعد ذلك ونلوم الشباب ولا نلوم الفتاة فبالله عليكم ماذا نتوقع من شباب يتضورون جوعا وعطشا انتظارا لأم المعجزات التى قد تجمعه بزوجة يسكن إليها ومعها؟ ماذا ننتظر من شباب تنهال فوق عيونه سيول جارفة من يمين وشمال فى الشوارع والمنازل أمام الفضائيات فوق ناظريه أينما راح وجاء مثيرات بل ومحركات نفاثة أسرع من الصوت والضوء أيضا، سواء فى كليبات عاشقة الحصان التى تراوده عن نفسها أو الخبيرة الضليعة فى الصعود إلى الروف أو السطوح لوضع النقاط فوق الحروف، وإذا فر الشاب إلى الشارع فإذا به محاصر ومطوق تطويقا كاملا بفتيات يخضن حربا شرسا ضد تأخر سن الزواج أو خوفا من شبح تأخر الزواج ولم يجدن سوى السعى لاستدراج الفريسة المنشودة الشحيحة لدرجة الندرة اصطيادها بالمغالاة فى إظهار ما لا يجب إظهاره اعتقادا من الصائدات أن أقصر الطرق لاصطياد الفريسة الجائعة هو إغراؤها والتلويح بالطعام بل وبالشهى منه رغم أن الفريسة خارت قواها من الجوع وبسببه صارت جثة هامدة لا تهش ولا تنش، ورغم تحفظى على الملابس القصيرة أو المثيرة والسلوكيات المفرطة فيما يطلقون عليها حرية أو تحررا بالنسبة لفتياتنا وسيداتنا خاصة فى الأندية والمجتمعات الفرى الخمس نجوم، إلا أن كل ذلك لا يبرر جرائم التحرش بالنساء، وإلا كان الفقر والجوع والمرض مبررا للسرقة أو كان الثراء والأثرياء فاحشوا الثراء مستباحا ومباحا للسرقة والنهب، هل هذه هى تعاليم الدين الإسلامى الحنيف كنموذج فقط للأديان والديانات؟ ولذلك أطالب الفتيات والنساء بارتداء ما يستر الجسد حتى لا تلاحقها العيون والنظرات الجائعة ثم يحدث ما لا يحمد عقباه ونبكى على اللبن المسكوب.