هو ليس بجديد وليس ببدعة بل هو من قديم الأزل بل هو الأقرب الى حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم والأقرب إلى طريقة عبادته وحياته إنها روائع الصوفية وجمال التصوف وبركة أولياء الله الصالحين فى أرضه.
هم فهموا أن الدين لم ينزل بتجمد أو ممنوع فيه التفكير بل عرفوا أن الدين مرن يواكب الزمان والمكان، وأن الجنة ليست حكرا على أحد موافق لنفس الدين أو مخالف فالله رب الجميع والنبى نبى لقومه ومن له نبى فليصل عليه.
رغم كل الحروب على هذه الطريقة الرائعة فى العبادة والتراث النبوى الجميل ما زال التصوف يزيد من رصيده الأخلاقى الراقى وما زال يقدم الحب ويعلم الحب حب الله وحب الناس هكذا نعرفهم، وما زالوا مستمرين على هذا المبدأ دون تجارة بفكرهم الذى هو الأصل الصحيح فى طريقة حب الله وحب الناس فما زالوا على هذا النهج، وهذا يدل على أن تجارتهم فى حب الله وليس فى حب الكرسى.
ومن حيث فهمهم للقرآن ووجهات نظرهم فى تفسير الآيات متجردة من التفسيرات المربحة أو الشهوانية بعكس غيرهم الذين لم تجد فى تفكيرهم غير النساء والأكل، نعم للأنبياء كرامات ولله عطايا كثيرة فيهب لمن يشاء ويأخذ ممن يشاء.
فهذا هو جمال الفهم وإفادة السائل بما يفيد ويزيد فى حب نور الله.
الصوفية منهج وليس دينا مستقلا له مبادئه وطرقه وأهدافه.. فهو علم يهبه الله لخلقه والهام من الله لخلقه وتجلى بحبه، والعلم نوعان علم مكتوب وعلم موهوب من علام الغيوب.
ورغم أننى لست صوفيا لكنى أشهد الله أنى أعشق هذا التراث وهذه الطرق، كما لهم دور فى التجديد ومواكبة العصر والزمان والمكان وهذا شىء مبهج ومتقدم بل هذا ما أمر به الرسول الكريم بقوله "أنتم أعلم بشئون دنياكم".