يحدث أن نقترف أخطاءً فى حقوق بعضنا البعض؛ هى ليست أخطاء ولكنها تقصير ما بشكل ما فى أمور ما.
هى ليست أخطاء صريحة ولكنها تزعج وتضايق وتؤرق الغير؛ فعدم البشاشة مثلا أو العبوس والتجهم ليسوا أخطاءً واضحة ولكنها بالتأكيد تزعج من يقابلها بشكل مباشر، وكذلك الاهتمام الذى تنتظره كل امرأة من شريكها؛ هو ليس من حقوقها الرسمية وليس من واجباته الأساسية، ولكن عدم وجوده يزعج المرأة ويوتر حياتها، تماماً كما ينزعج الرجل من عدم تبجيل شريكته له وتفخيمه طوال الوقت، مع أن هذا التفخيم ليس من واجباتها الرئيسية ولا من حقوقه الثابتة، ولكن غياب هذا التبجيل والمبالغة فى الاحترام تزعجانه وتؤثر عليه تأثيرا كبيرا.
الإنصات إلى الشاكى أو الباكى أو المضغوط نفسيا ليس واجبا على أحد على الإطلاق، وليس من حقوق الباكى أيضا، ولكن عدم توفر أشخاص أو شخص على الأقل، يستمع له وبإنصات ويقترح حلول ويقف إلى جانبه قد يقضى على هذا الشاكى، ويؤلمه بالتأكيد.
الردود الفظة أو بنبرة عالية؛ قد يراها المجيب (جواب والسلام)، بينما يراها المُجاب عليه؛ إهانة مباشرة ومقصودة.
ماذا نفعل فى هذه (أنصاف الأخطاء)؟
هل نتركها عالقة فى اللاقائمة، تزعج البعض وتؤرق البعض وفاعلها لا غبار عليه، لأنها ليست فى قائمة الأخطاء بعد؟
أم نعترف بها ونثبتها فى قائمة الأخطاء الكاملة، على أمل أن يشعر بعضنا بالبعض الآخر، ويتحرى مراعاة الغير؟
هى ليست أخطاءً كاملة ولكنها أخطاء ناقصة؛ أى أنها أخطاء فى النهاية فهى ليست صوابا وأبدا لن تكون.
كما أنه ليس من مصلحتنا أن يكون التعامل فيما بيننا بالورقة والقلم؛ فهل هذا الحق فى اللائحة فأؤديه أم ليس مدرجا فى اللائحة فاتجاوزه، لأن الإنسانيات لا تخضع لقوائم وقواعد وشروط وحسابات مجردة، فهى هينة لينة وتحتاج إلى تعاملات هينة لينة أيضا.