على قدرِ صُنع التوازن بين العُقول المتفتحة والقلوب الواعية، غالبًا ما تَرجح إحدى الكفتين على الأخرى مُعلنةً حربًا ضَرُوسًا، فكونكَ تُحب وتَكره، تَحزن وتفرح، تَبتسم وتَعبس، تهدأ وتغضب، كلها مشاعرٌ ترتبط بمواقفِ الاِحساس، إذ بالقلب يَطيح بالعقل جانباً لا تراه إلا مُنهزمًا، مُنصاعًا للفؤاد كله بقدر ما جنت عليهِ العواطف المُرهفة.
وفى جُل المعارك يَنتصر الأقل مؤونة، ينهزم الأقوى قرارًا، لا شك أن كل هذه المشاعر لا حُكم للمرء عليها، خاصةً أن كانت مغروسة فيه، إلا بعقلانية القلب، وبأُسلوب يَقيهِ من عواقب أذاها، تِجاه كل موقفٍ يَعبرهُ، لعل المحاولة تكراراً لنيلِ جزء ولو بقليل من اِرتباطنا بالحزم والقسوة، يُقلل قليلاً من اِرتطامنا البالغ بالمشاعرِ، بنظرةٍ مِنا للآخرين: ماذا قدمنا لهم بجرعاتنا الزائدة، إلا أننا فى النهاية الجُناة الحقيقيون علينا.