القارئة مريم محمد سعيد تكتب : نبض الحياة

ظننت أن العمر قد انتهى.... ظننت أننى لا أستطيع استكمال المشوار.... وأن ضحكتى ركدت... ولم يعد للحياة طعم أو لون... ولكننى أردت الحياة رغم متاعبها ومساوئها... أردت أن أحيا من جديد ويحيا معى كل من حولى.. وأن أكون نبضاً للحياة أتنقل مثل العصفور الطليق من غصن إلى غصن أنقل رسالتى... أردت أن أكون عصفوراً للسلام.. أحمل غصن الزيتون فى فمى أطعم به كل من لجأ إلى وأراد أن يتذوق عطاء الرحمن. رأيت فى عين أمى الحزن فأخذت أربت على كتفيها حتى هدأت وسكنت.... رأيت فى عين أبى الخوف على فأخذت أطمئنه بأنّ الله حافظى... أردت أن أكون من دعا الله وتوكل ومنتظر منه كل خير؛ لاننا إذا مكثنا كثيرا فى وضع الحسابات لازدادت الدنيا تعقيداً واصبحت الحياة لا تطاق... لذلك أردت الحياة كما هى غير منتظرة منها اى شئ فاذا اتى السيء دعوت الله ان يفرجها على واذا اتى الخير حمدت ربى كثيراً. عندما ذقت مرارة الأيام وأخذت دموعى تذرف بالبكاء وظننت أنها استحكمت ولن تفرج أبدا فأضحيت أستنجد بالله فى مصيبتى حتى فرجها الله علي... فلن يفرج كربى غير الله سبحانه وتعالى فهو سندى اينما كنت اما الاشخاص الذين واسونى فهم ايضا هدية من عند الله لتخفيف احزانى و اشجاني. فالله هو الذى يمنح ويعطى دون حساب لعباده المخلصين...فاذا اخلصنا لله ورضينا بالقدر سيفتح الله علينا ابواب الفرج ويرزقنا من حيث لا نحتسب. وللعمر بقية مهما ذبلت الورود وجفت اوراق الشجر مهما فات قطار العمر ومهما بلغت القلوب الحناجر وازداد البلاء لان سرعان ما يأتى فرج الله وعوضه و سرعان ما ينساب الخيط و تتفكك العقد. يتخيل البعض ان اشواك الحياة لم تدمِ جسدى واننى لم اتعرض لاى شئ يعكر صفو حياتى لاننى مبتسمة طوال الوقت و صبورة ولا اشكو همومى لاحد ولكن ما بداخلى لا يعلمه الا الله فاذا سردت لك حكايتى ستذرف عيونك بالدموع بل ستذرف دماً من كثرة الحزن على ولكننى لا احب الشفقة من احد ولا احب المواساة احب ان اكون قوية طوال الوقت ولا اظهر الا بمظهر يليق بى ويجعلنى اميرة بين الناس......اردت ان اكون مثالاً يحتذى به لمن اراد الحياة...... اردت ان اكون فجراً جديداً لها وان تسطع شمسها بعدما خيم الظلام عليها.... اردت ان اكون روح لمن فقد روحه وعاش فى زنزانة اوهامه وظن ان الحياة انتهت عند لحظة واعتقد ان الحياة توقفت ولا معنى لها وان الموت اهون من الحياة..... اقول له ان من اراد الحياة وتشبث بطوق النجاة و هو اللجوء لله مثل النهر الذى تتدفق مياهه مهما بلغ حجم الصخور التى امامه..... ومهما كان طريقه غير ممهد .... فالحياة ستنتهى عند مشيئة الرحمن هو الذى يضع ميعادها ولسنا نحن فكن كمياه النهر تشق طريقها مهما كانت الصعوبات ومهما بلغت الاشجان.... واذا اردت الحياة فكن بطل القصة الذى سيحارب للنهاية فانت لست من الاشخاص التى تموت فى منتصف الطريق وانت لست باقل من بطل القصة. و كن نبضاً للحياة ترسم الابتسامة على شفتى كل من حولك و تزرع الحب فى القلوب و لا تنتظر ان تجنى ثماره فيكفى ان ترى السعادة على الوجوه.. تلك هى الثمار الحقيقية التى جنيتها فقيمة الاشياء لا تكمن فى ثمنها و لكنها تكمن فى جوهرها.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;