الكفاءة والقدرة على الإنتاج وما تنطوى عليه من الأفكار المبدعة الخلاقة يكون السبيل الوحيد إلى بناء مجتمع متطور ومتحضر، إلى جانب قيادة رشيدة تدفع بالعمل إلى آفاق التقدم والنهوض والازدهار .
لدينا عقبات تحول بين تحقيق هذه الآمال، فالوصول إلى المناصب القيادية لا يكون بالكفاءة والتدريب وإنما يكون بالصلات الشخصية والوساطة والمحسوبية، فوصولك على منصب قيادى يتم عن طريق القرب ممن يملك القرار وما يعزز ذلك من إقامة الولائم والعزائم وتقديم الهدايا الثمينة فى صور مختلفة، ويتم ذلك فى إطار من التملق والرياء وتأليه المسئول الأكبر وموافقته فى كل ما يراه حتى لو كان خطأ، وأن يدافع عنه فى كل المناسبات إذ تذوب شخصيته فى شخصية المسئول الأكبر .
هذا الوضع الشأن وهذه العقبات الكئود تحتاج إلى جهد لاستئصالها من المجتمع، وهذا يتطلب التخطيط من جانب القيادات الدينية والإعلامية وتوعية شاملة للمواطنيين من كبار المثقفين، والأهم من ذلك أن نراجع خططنا فى مناهج التربية والتعليم لتربية المواطن على الاستقلال فى التفكير والتشبع بالروح الديمقراطية عن طريق الممارسة الفعلية للطالب فى مجتمعه المدرسى والسعى لغرس المبادىء والقيم فى نقوس الناشئين حتى يلفظوا هذه السلوكيات الخاطئة.