لما تحدث الله عن الرحمة في كتابهِ قال: "نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ". وهذه صفة ذات. ثم لم يقل وأني أنا المُعذب المؤلم، وإنما قال: "وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ". وهذه صفة فعل. كذلك في قوله: "وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ ...". لم يقل لأعذبنكم، وإنما قال: "إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ". في حالة الوعد بالزيادة صرح، وفي الوعيد لمح.
يقول العلماء، إن كلمة رحمة لها معنىً دلالياً وملمحا دقيقا في القرآن الكريم. في الرسم القرآني للكلمات، هُناك كلمات رسمت بالتاء المفتوحة وأخرى بالتاء المفتوحة، فكل رحمة أُضيفت إلى الله جاءت بالتاء المفتوحة، فكيف تغلق وقد وسعت كل شيء!؟ "إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ". بالتاء المفتوحة.