أي اتحاد بدون اتحاد في الأمور المادية (الاقتصاد) فهو اتحاد ضعيف لاقيمة له، وأيضًا أي اتحاد لا يتوفر به تكافؤ في الأمور المادية للمتحدين وعدم وجود صيغة واضحة تحدد كيفية التعامل في ملف الاقتصاد فهذا الاتحاد قريبًا سيتفكك، وبناءً علي ذلك أي وحدة أو اتحاد بدون اتحاد في الاقتصاد والقوة العسكرية فهو لايسمي اتحاد بل هو مجرد تقارب أو صداقة.
والجدير بالذكر أن الوحدة تبدأ من الاقتصاد وليس القوة العسكرية، لأنه ببساطة إذ حدث إتحاد إقتصادي أصبحت ثروة الاتحاد واحدة لذلك إذا تم الإعتداء علي أحد الأعضاء فهو إعتداء علي الجميع وهم مطالبين بالدفاع عن هذا العضو من باب الحفاظ علي ثرواتهم واقتصادهم وليس فقط لأنه عضو في الاتحاد،لذلك فإن الاقتصاد هو أهم شئ في الوحدة لأن الوحدة العسكرية سوف تأتي بعد ذلك بالتبعية.
أما بالنسبة للاتحاد الغير متكافئ في الاقتصاد والثروات فهو اتحاد معرض للتفكك وذلك لشعور البعض بعدم الارتياح لأن ثرواتهم يتم هدرها من خلال هذا الاتحاد أو الوحدة الغير مجديٌة.
والدليل علي أن اساس الوحدة الاقتصاد هو الاتحاد الأوروبي حيث تم عندما اتحد اقتصاديا من خلال السوق الأروبية المشتركة عام19952م ثم جاء الاتحاد في جميع المجالات،أما بالنسبة للاتحاد الغير متكافئ فنجد خير مثال مطالبات إقليم كتالونيا الانفصال عن إسبانيا لأنه إقليم متقدم إقتصاديًا عن الأقاليم الأخري، والامثلة علي ذلك كثيرة.
ومن هذا المنطلق نؤكد أن الأمة العربية تمتلك كل مقومات الاتحاد من لغة واحدة ودين واحد وأصل واحد ولكن غياب التكامل الاقتصادي وعدم وجود سوق مشتركة أدي إلي ما نحن فيه من وحدة شكليٌة غير موجودة علي أرض الواقع، ولن تتحق الوحدة بشكل فعلي إلا إذا اتحدت الأمة اقتصاديًا.