تهل علينا نسمات ونفحات سنة هجرية جديدة نأمل أن تكون سنة خير وحب وسلام وسعادة لكل المسلمين فى شتى أنحاء المعمورة، بل لكل الناس فى كل بقاع الأرض، فالإسلام جاء حاملا رسالة إخاء وسلام ومودة وخير وإعمار ونماء لكل البشر.
نتذكر ونحن نحتفل بقدوم عام هجرى جديد الدروس المستفادة والعبر من هذه الهجرة النبوية الشريفة من مكة الى المدينة، وأولى هذه الدروس هى حب الوطن، فحبيبى رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام وهو يودع مكة مهاجرا من قسوة أهلها وتعنتهم معه ورفضهم لرسالته غادرها بالدموع وهو يقول (والله إنى أعلم أنك خير أرض الله وأحبها إلى الله ولولا أن أهلك أخرجونى منك ما خرجت). وهو درس بليغ من سيد البشر فى حب الوطن والولاء له والتمسك بالبقاء فيه رغم كل شىء.
وثانى الدروس قيمة الصداقة الحقيقية فى حياتنا ولنا فى ما فعله سيدنا أبو بكر الصديق مع صديقه وخليله ورفيق دربه سيدنا محمد صل الله عليه وسلم القدوة ومضرب المثل وكيف أن الصديق الحقيقى الوفى يؤثر صديقه على نفسه. فلقد ترك أبو بكر كل شىء خلف ظهره أهله وماله وكل ما يملك من متاع الدنيا ليكون بجوار صديقه فى رحلته مؤازرا ومساندا ومؤيدا عن حب واقتناع وإيمان كامل برسالة الحبيب عليه أفضل الصلاة والسلام.
وثالث الدروس هو إيمانك بقضيتك وتصميمك على هدفك وحتمية اكمالك لرسالتك مادمت على الحق تسير وتمضى، وأن تصر على تحقيق ما تؤمن بأنه الصواب رغم كل ما يمكن أن تجده من مصاعب وتحديات، فلا تيأس وواصل سعيك الحثيث حتى تصل إلى ما تريد وصمم على بلوغ هدفك مهما واجهت من عراقيل وهذا ما فعله الصادق الأمين حبيب الرحمن سيدنا محمد عليه أتم وأذكى الصلاة والسلام الذى لم يبال بأية مخاطر وتهديدات إلا أن ينصر الاسلام ويجعله يسود بين الناس كافة وهو ما تحقق له فى النهاية بنصر الله وتأييده له .
كل عام والأمة الاسلامية فى تقدم وازدهار وأكثر قربا من الله عز وجل.