أحيانا يكتشف المجتمع أن كل حلول الماضى لم تعد تناسب الحاضر أو المستقبل. فيفقد بصيص الأمل فى الغد. فهل نعيش اليوم هذه اللحظة؟ وإذا كان هذا حالنا فماذا نفعل ؟
ببساطة علينا أن نأتى بحل من المستقبل. بل أزعم أننا بحاجة لحل من المستقبل حتى لو كنا راضيين عن وضعنا. ويصبح عدم رضائنا هو دافعنا الأساسى لإيجاد ما لم يجده غيرنا من حلول !
والبساطة تبدأ وتنتهى فى هذه الجملة "حل من المستقبل" وتبدأ الرحلة. رحلة ننطلق فيها أنا وأنت لنجد حلولا جديدة مبتكرة.
فهل يمكننا أن نتكلم عن المستقبل وننسى الماضى تماما؟ نعم ممكن. هذا ما فعلته ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية. محو الماضى. لا كلام جيد أو سىء عن الماضى تجاهل تام لما حدث. ولا أعتقد أننا فى هذه الحالة التى تستدعى نسيان الماضى. فقط علينا أن نعرفه، نقبله وأن نتعايش معه.
وقديما كنا نقول أن فائدة دراسة الماضى هى التعلم من دروسه لتنير لنا المستقبل. وأحسب أن هذه المقولة لم تعد صحيحة أو لم تعد بنفس الدرجة التى كانت عليها. فمفردات اليوم تحمل لنا كثيرا من الدلالات على هذا. فأصبحنا نبحث عن حل من خارج الصندوق وحل مبتكر وخلافه. وكل هذا يدلنا على أن دراسة الماضى لم تعد بنفس الأهمية التى كانت عليها. فلماذا إذا نتكلم عن الماضي؟ الماضى يطل علينا كل يوم. أردنا أم لم نرد. ولذا يجب أن نعيد دراسته أولا بهدف المصالحة مع الماضى والتعايش معه وليس بهدف الاستفادة من دروس الماضى. وأشبه هذا التغيير لنظرتنا للتاريخ بالتغيير الذى طرأ على علم النفس الذى تحول من علم النفس الفرويدى الذى يعنى بمعرفة سبب المشكلة لإيجاد الحل لتخطى الماضى للتكلم بإيجابية عن الحاضر والمستقبل.
أما الكلام عن المستقبل. فنحتاج لآليات جديدة مختلفة كليا عما نعرفه. فنحن بحاجة لنتعرف ونستخدم ونطور تلك الآليات لنا ولغيرنا. وأحسب أن أهم تلك الآليات هى الابتكار – الشفافية – البساطة والليونة – الشراكة والتفكير الجماعى.