فى يوم ممطر بشدة وأنا عائد من عملى مثل أى موظف ومثلى مثل أى مهاجر من المهاجرين بكندا ليس لديهم غير عملهم، وطريقهم على الأغلب يوميا معروف من البيت للعمل ومن العمل للبيت، قررت هذا اليوم أن أغير مسارى وأن أتناول وجبة الغداء فى أحد المطاعم العربية وبالأخص السورية مع العلم أن مثل هذه المطاعم معظم زبائنها أجانب لحبهم الأكل العربى لاختلافه الشديد عما نشأوا عليه، فذهبت للمطعم هذا وجلست وطلبت الأكل المحبب لى من قائمة الطعام من الجرسون، وبعد أن انصرف الجرسون وإذ بيا أرى فتاة عربية سمراء جميلة لدرجة فاتنة تفتح باب المطعم للدخول ولكن كانت فى حالة استعجال شديدة جدا للدخول إلى المطعم، ولكن كان توقعى على الأغلب استعجالها هذا بسبب المطر الشديد خارج المطعم، فجلست هى وطلبت طلبها وهى تنهج بشدة، وبعد أن انصرف الجرسون بدأت تنظر حولها وكأنها تبحث عن أحد تعرفه فى وشوش الحاضرين، ولكنى لاحظت أن كل الموجودين أشخاص أوروبيون وكنديون وليس بهم أى شخص عربى.
شد انتباهى حالها جدا، فعندما جاءت عينها فى عينى فابتسمت لها وهى الأخرى ابتسمت، وقالت لى: أنت عربى، فقولت لها نعم، فابتسمت وقالت أخيرا وجدت فى هذه المدينة أشخاص عرب يتحدثون العربية فملامحك العربية طمأنتني، ففرحت أنا الآخر وأبديت لها لهفتى أيضا لمقابلة عرب للتحدث معهم، وطلبت منها تناول الغداء على طاولة واحدة، وفورا وافقت وانتقلت لطاولتها وبدأنا فى الحديث، ولكن لاحظت بعد دقائق من البدء ف الحديث منذ الجلوس على طاولة واحدة بدخول البوليس الى المطعم والنظر إلى كل الجالسين فى حين لاحظت ارتباك شديد على الفتاة، وبعد انتشار البوليس بالمطعم للتفتيش على هويات وإقامات الحاضرين، وهذا على غير العادة، ففعل الشرطة مثل هذا الأمر شىء غير معتاد عليه فى كندا، فـ بالفعل ابتدوا فى تفتيش الإقامات وبدأت الفتاة بالارتباك وبعد أقل من دقيقتين دخل ضابط الشرطة علينا بإلقاء التحية مع الابتسامة وطلبه منا إبراز الهويات، فأبرزت هويتى وبعد الاطلاع أرجعها لى مرة أخرى بعد أن شكرنى.
وجاء دور الفتاة فطلب منها الضابط الهوية، فقالت له لقد نسيت هويتى فى المنزل، وفى ابتسامة بها ارتباك قالت إن خطيبى عندما اتصل بى وطلب أن يقابلنى فأسرعت للذهاب وها قد نسيت الهوية، ونظرت لى وقالت فالحب يفعل أكثر من ذلك.. فابتسم الضابط وقال لها أتمنى أن لا يتكرر هذا الخطأ وابتسم ونظر لى وشعر أنى فى حالة ذهول من الموقف، وقالى لى عندما تقوم بالاتصال بخطيبتك مرة أخرى لمقابلتها أرجو أن تذكرها بأن لا تنسى هويتها، وقبل الانصراف قال لنا وأخيرا أتمنى لكم وقت لطيف سويا وأهلا بكم فى كندا وذهب، وبعد أن ذهب بقيت فى حالة صمت لمدة دقائق دون أن أتحدث.
وعندما ابتسمت الفتاة بعد تنهيدة بها راحة وقالت لى ما بك، لماذا أنت فى حالة ذهول ؟؟!
فسألتها بصوت منخفض لماذا كذبتى على الشرطى، أنا لست بخطيبك، أنا معرفتى بك لم تتعد الـ 3 دقائق، فلماذا كذبتى !!
فابتسمت وقالت لا تقلق، سأشرح لك كل شىء، ولكن أرجوك لا تقلق منى
وبدأت تهدأ من توترها هى الأخرى بعد انصراف الشرطة وبدأت بالحكى.