يُراودنى الهوى فأقولُ كلَّا
أعوذُ من الضلالِ وما أضلَّ
كفى ما كان فى سفرٍ طويلٍ
تُمنينى به واحًا وظِلَّا
وما أعطيتنى إلا سرابًا
ولم ألقَ به ماءً وخِلَّا
فامشى والذى يمشى فراغٌ
به جُرحٌ أبى أن يضمحلَّ
إذا لاح الطريقُ أرى طريقي
على حبل المشانقِ قد تدلَّى
وما فى صُحبتى غيرُ اصطباري
فكان الصبرُ أنذلَ من تخلَّى
إذا حلَّ المساءُ رأيتُ موتي
يُحدِّقُ فى عيونى حين حلَّ
ويوقظنى الصباحُ -إذا رآني-
فلا يرى فى صباحى لهُ مَحَلَّا
فما أحييتنى إلَّا مواتًا
وما أكثرتنى إلَّا أقلَّا