من القرارات الحاسمة فى حياة أى شاب اختيار العمل الذى سيلتحق به، قد يبرر الشاب التحاقه بعمل ما بأنه لم يجد بديلا له، والبعض يضع المقابل المادى الكبير مبررا لقبول الوظيفة وأحيانا يلجأ البعض لوظيفة ما لمجرد أنها تعيين حكومى! إن أكبر مأساة يواجهها الشباب هى أن الكثيرين منهم لا يعرفون أى أنواع العمل هى التى تناسب قدراتهم وميولهم ومواهبهم، ولذلك لا يجب أن يقبل الشاب أى عمل لا يرى فيه اللذة والمتعة التى ينشدها.
فكم من أناس ضيعوا أعمارهم فى عمل نمطى ممل أحال حياتهم إلى جحيم وقتل بداخلهم الطموح والموهبة، وكلنا نتذكر هؤلاء الأدباء الذين تخرجوا فى كلية الطب ثم لم يجدوا أنفسهم إلا فى محراب الأدب والقصص والشعر فأبدعوا وكانت سنوات دراسة الطب عائقا لهم لبعض الوقت.
لقد خلق الله تعالى البشر وأعطى لكل منهم موهبه وقدرة ونعمة تعينه على الحياة وهو يمارسها برضا وسعادة، أعرف آباء أجبروا أولادهم على الالتحاق بكليات يسمونها عندنا « القمة » فكانت وبالا على أولادهم، واذكر جيدا نجلى فى الثانوية العامة وكانت ميوله إلى الإعلام والأدب والشعر تغلب عليه فاختار القسم الأدبى وحقق التفوق الباهر ليكون له حق اختيار أفضل كلية ثم أكمل مارآه فى نفسه من حب لمجال الإعلام فالتحق بكلية الإعلام ويتخرج فيها بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، واستطاع وهو على أعتاب التخرج من الالتحاق بالعمل الذى يحقق متعته ويخرج فيه كل مواهبه.
ولايجب أن يضيع الشباب فرصة صقل مواهبه من خلال الوسائل المتعددة وباقل التكاليف، من خلال السوشيال ميديا والمنح المجانية والبرامج الدعائية للشركات والمؤسسات العلمية.
علينا جميعا أن ندرك أن قدراتنا فوق مانتخيل طالما كانت إرادتنا لتحقيق النجاح حاضرة.