مفهوم العمل فى الأصل وذاته يحمل الشغف والاعتيادية معاً فى آن واحد، فقد ينقسم مفهوم العمل إلى نوعين فهناك عمل بمقابل مادى وهذا هو الأرجح والسائد والمتعارف عليه، وهناك نوع ثانى من العمل وهو العمل الإنسانى التطوعى الخيرى الذى يكون بلا مقابل مادى أو النية فى ذلك وإنما مقابله يكون معنويا وما أجمل هذا.
حيث إن الأصل أن يعمل الإنسان فى مجاله الذى يحبه ويفهمه ثم يتخصص فيه ويحصد المال من ورائه، فيصبح العمل مقابل مال ولا حرج أبداً فى ذلك، وقد ينقسم العمل مقابل المال إلى عمل إبداعى أو روتينى معتاد.
العمل الإبداعى وهو العمل الذى يعتمد على الإبداع كلياً وسواء كانت المهنة إبداعية فى حد ذاتها كمهن وذلك مثل "الرسم - الكتابة - الموسيقى... إلخ".
أما القسم الثانى من العمل وهو العمل بمفهومه العادى والذى يمكن أن يحمل روتينية واعتيادية بطبيعة الحال، هو العمل الذى يكلف به الشخص دون نقص أو زيادة أو حتى إضافة فيه، فقط تنفيذه كهو مبين أمامه، لكن يمكن للعمل فى صورته الاعتيادية أن يدخل فيه جزء من الإبداع والحماس، وذلك يعتمد على روح الشخص الذى يعمل ومدى استجابته للعمل.
أما العمل أو المهن الإنسانية فقد تختلف عن معنى العمل بمفهومه الشائع، فهى تكون مهنا تطوعية ليست مفروضة على الشخص لكن برغبته محباً هو ذلك.
حيث إن المهن الإنسانية تتميز بصفتها المجردة ذاتية المعنى حيث تخرج المهن الإنسانية خارج نطاق فكرة العمل بمفهومة المتعارف عليه السابق ذكره، أى ألا يحمل العمل الإنسانى أى نية فى حصد الأموال فتكون النية فيه مجردة مقتصرة على فائدة البشر أو الحيوانات أى مخلوق روح خلقها الله العلى العظيم، ولا ينسها هو يهدف إلى توجيه نية الخير والسعى فيه فى أى مكان أو زمان بكل تجرد و ذاتيه للعمل الإنسانى، فالمهن الإنسانية مجردة حرة ليس مرتبطة بتطبيق خيرها على نوع معين من المخلوقات فهى تهدف إلى تحقيق الخير والراحة والطمأنينة الحب والعطاء بلا انتظار أى مقابل، فقط مقابل واحد وهو توجيه النية فى الخير وأخذ ثوابها عند الله خالقنا، أن العمل الإنسانى تجارة الله فى السماء ومحبة البشر فى الأرض.