قال الله تعالى وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ."
ألا تلاحظون تغيراً فى قيمنا المعاصرة؟ فكلما نتقدم فى تعلم وتطبيق قشور التطور الحقيقى والحياة الاستهلاكية، وشيوع المصالح الخاصة كلما نتراجع ثقافياً وقيمياً، تعانى مجتمعاتنا اليوم من ظاهرة النفاق الاجتماعى، والنفاق الاجتماعى هو الادعاء الكاذب على أنه صادق، والمبالغة فى المجاملة لتحقيق أغراض شخصية أو مراعاة لعلاقات أسرية أو قبلية، لقد اختلت الموازين، وتغيرت الكثير من قيمنا الجيدة إلى الأسوأ للأسف، أما البحث فى أسباب ذلك التغير فهى عديدة.
النفاق ظاهرة أصبحت فى حياتنا جزءا منها فى أيامنا وفى ساعاتنا وفى كل ثانية، ظاهرة المناصب ظاهرة المنافع وظاهرة التملق، إنها ظاهرة أصبحت حياتنا تدور فى فلكها يوميا كيف لا! وقد جعلنا كل حياتنا نفاقا، انحلال الأخلاق وانحلال القيم والمبادئ ثم الفساد آفة المجتمع القاتلة التى تربينا عليها لتصبح حياتنا لا تستقيم إلا بها للاسف.
بات النفاق أمرا طبيعيا وأسلوب حياة، بينما صار الصدق مرفوضا وعملة نادرة، ومن يتبع الحق والصدق نهجا فى عمله وتعامله وسلوكه وأفكاره وقيمه ومبادئه هو إنسان غريب وشاذ عن القاعدة وليس من أبناء العصر، فليس كل ما يلمع ذهبا وأمام هذه الكارثة الأخلاقية الاجتماعية وهذا الواقع البائس المتردى كم نحتاج إلى الجرأة والمصداقية والمواجهة لمحاربة كل مظاهر النفاق .