إذا كان من الذكاء أن تعرف كيف تستثمر مكاسبك، فإنه من باب المهارة والحذق أن تحيل خسائرك إلى مكاسب، عندما تلقى المقادير بين يديك ليمونة مالحة حاول أن تصنع منها شرابا حلو الطعم، وأن تحول السالب إلى موجب.
ومن الأمثلة على ذلك تلك الفتاة التى كانت تعانى من البدانة الوراثية حتى أصيبت بالحزن والأسى وبدأت فرص زواجها تقل، حتى وجدت جدتها وهى تهمس فى أذنها عليك يابنيتى أن تنصتى للآخرين وتهتمى بما يقولون فإن أغلب الناس يرتاحون لمن يصغى ويهتم لأمرهم، وأخذت الفتاة بنصيحة جدتها وكانت تنصت وتتفاعل وتتأثر وتفكر مع الآخرين لإيجاد الحلول والبدائل حتى خرجت من دائرة تفكيرها الضيق فى البدانة.
واستطاعت هذه الفتاة أن تكون صداقات عديدة ممن تهتم بأمرهم حتى شاء الله أن تجد من بين هؤلاء زوجا رائعا، وهناك رجل أعمال قام بشراء قطعة أرض بمبالغ طائلة لاستصلاحها وزراعتها ثم تبين أن هذه الأرض لا تصلح للزراعة ولا حتى لرعى الماشية لأنها مرتع خصب للحيات والثعابين، اسودت الدنيا فى وجهه حتى قابل صديقة الذى أشار عليه بأن يحول الليمونة المالحة إلى شراب حلو الطعن بأن يتعهد الثعابين والحيات بمزيد من الرعاية والاهتمام مع تحويل المكان إلى معمل لصناعة الأمصال التى تستخرج من سم الثعابين والحيات، وأصبح المكان من أكبر معامل الأمصال فى الشرق الأوسط.
النحلة التى تلدغ وتؤلم تعلمت كيف تقدم العسل وهو ترياق لبعض للسموم والآلام، والشباب الذى يضيق من وقت الفراغ عليه أن يدرك أن هذا الوقت يمثل ثروة وغنيمة لمن يدرك قيمة الوقت ويحسن اغتنامه فى تعلم لغة جديدة أو يصقل معلوماته وغيرها من فنون استغلال الوقت.