القادسية اسم لطالما تسامعنا به ، و طرب آذاننا واذهل عقولنا، اسم متى يذكر يعيدلنا أمجاد الإسلام، و أمجاد امة و تاريخ لطالما حاول الغرب تشويه ذلك التاريخ العريق المشرق، فمعركة القادسية من أهم المعارك و الحروب فى العالم، فهى لا تقل ضراوة عن الحربين العالمتين الأولى والثانية، بل إنها أعظم فتلك المعركة التى كانت بين المسلمين و المجوس"الفرس" كانت فى عهد الخليفة عمر بن الخطاب- رضوان الله عليه- فى يوم ١٣ من شعبان من عام ١٥ هجريا .
تاريخ هذه المعركة يحمل نقطة تحول فى صميم تاريخ دولة وليده، فبعد بدء حروب العراق وكان أول من بدأها هو القائد المغوار الصنديد المثنى بن حارثة الشيبانى -رضوان الله عليه-.
وكانت هذه الفترة فترة ضعف وهوان الدولة الفارسية بسبب الاقتتال الشرس بين أمراء فارس وبعضهم البعض لأجل العرش وملك فارس ، ولكن آخر هذا الخلاف بينهم استقرت دولتهم على قائد واحد يسمى يزدجارد الثالث ، فحسم الفرس أمرهم فى قتال العرب وهنا أقصد العرب لا تفريق بين مسلم وغيره ، فجمع الفرس جنودهم وجحافلهم وصناديدهم لكى يفتكوا بشوكة الإسلام التى كادت تعصف بملكهم وحكمهم ، وما كان للخليفة حينئذ إلا أن يستقطب ويحشد العرب من كل مكان وبلد وقرية، قائلا ومبررا أن هذه حرب تخص العرب جميعا، فإن يكن النصر حليفا للمسلمين يصب العرب الخير وأن لم فستسوء حالتهم جميعا دون تفرقة، فمن هذه المعركة تعلمنا شيئا مهما للغاية يكاد يكون مفتاح اللغز فى انتصار العرب بعد التوكل على الله ذلك المفتاح ينطوى بين ثنايا الوحدة وحدة العرب، لأن الله خصنا كأمة وخير أمة عرفها التاريخ ولن يعرف مثلها إلى أن تقام الساعة فهل يعى العرب الدرس ويتحدون لكى نعيد ما فقد، فمنذ هجرنا بعضنا البعض سلبت فلسطين الحبيبة وأصبحنا فى حال شديد عصيب فلا مفر لنا نحن -المسلمين- الا الوحدة فبها نعيد ما فقد منا ونعيد فلسطين وكل بلادنا المسلمة، فالله الله فى دينكم و وطنكم تفلحوا إن شاء الله.