محلات السوبر ماركت ليست مجرد اماكن مكتظة بالمنتجات والبضائع . لا شئ فيها كان وليد الصدفة بل أن كل تفصيل فيها مرسوم لهدف معين. كل شئ مدروس بدقة. مخطط الارضية وتصميم الرفوف ومستوى الاضاءة واختيار الموسيقى والاغانى والفتيات المنتشرات فى الممرات اللواتى تدعوننا لتذوق المنتجات الجديدة لجذبنا واغرائنا لانفاق المزيد من الاموال.
ولايخفى علينا طريقة الدخول السهلة إلى المتجر ولاتجد بابا للخروج الا من امام الكاشير عند الحساب !! وتبدو الفاكهة والخضروات المعروضة اكثر نقاء واغراء من مثيلاتها.
وعن مكان السلع التقليدية التى يقدم عليها أغلب الزائرين فانها تكون فى منتصف الماركت حتى يمر المترددين على نصف المعروضات أولا.
حتى ترتيب الرفوف هو فخ نفسي، اذ عادة مايتم وضع السلع الاغلى ثمنا على مستوى العين بينما توجد السلع الاخرى على الرفوف السفلية والاطعمة التى تجذب الاطفال فى مستوى نظر الاطفال وغالبا ماتكون الالوان والرسوم على علب الاطعمة التى يعشقها الاطفال جذابة ومبهجة.
وتلعب الخلفية الموسيقية دورا فى احداث حالة من التباطؤ ومزيد من الاقبال على الشراء.
وبحسب معهد تسويق الاغذية الامريكى ، فإن السوبر ماركت متوسط الحجم يضم حوالى 44000 سلعة مختلفة. وهذا يؤدى إلى الحمل الزائد للمعلومات مما يؤدى وفقا لتجارب فحص الدماغ التى اجراها الدكتور بول مولينز فى جامعة بونجور فى ويلز ، إلى الضغط على الدماغ لاتخاذ عدد كبير من القرارات مما يسهم فى ارهاق الدماغ إلى درجة انه بعد حوالى اربعين دقيقة من التسوق يتحول المتسوقون من الانتقاء للسلع بعقلانية إلى التسوق عاطفيا !! وهى النقطة التى يجمع فيها المتسوقون 50% من السلع التى لم يعتزموا شراءها ابدا. وحجم عربات التسوق يسهم فى زيادة نسبة مشترياتنا والحل لكل هذا ، أن ندون قبل الدخول إلى المتجر قائمة مشترياتنا والتمسك بها وعدم الذهاب إلى السوبر ماركت ونحن نشعر بالجوع .