قد يبدو للبعض عندما يبدأ فى قراءة السطور التالية أن الأمر ليس بالأهمية التى تدفعنا إلى أن نتكلم فيه ونتساءل عنه ونطالب بإصلاحه.
عندما يسافر احدنا إلى الخارج فأول شئ يلفت انتباهه هو النظام الذى تعيش فيه الشعوب الاخرى بشكل عام ومن اهم انواع هذا النظام هو انتظام عملية المرور وحسن القيادة والتعامل مع الطريق ويتم فرض ذلك النظام بقوة القانون حتى يصبح ثقافة شعب .
فى مصر نمتلك منظومة كبيرة من المواصلات العامة .. وكنا فى الماضى نتعامل مع هذه النوعية من المواصلات بشكل سليم لحد ما . فقد كنا نمتلك شئ اسمة ( محطة أتوبيس ) يتجمع عليها مستخدمى تلك الوسيلة وكان يعلق بجانب المحطة لافتة مكتوب عليها ارقام الاتوبيسات التى تمر بها وتقف عليها . فكانت كدليل للراكب تساعدة فى تحديد وجهته .
وكانت تلك المحطات هى مكان الركوب والنزول .. أى انه لم يكن باستطاعة أحد أن يركب او ينزل من الاتوبيس الا فى تلك المحطات . فلم يكن يقف الأتوبيس بعيداً عن المحطات الا عندما تغلق علية اشارة المرور فقط .
ففى الخارج لا يمكن أن يقف اتوبيس فى منتصف الطريق لركوب شخص او لنزول شخص وذلك ليس عبثاً بل انه النظام . والغرض منه هو الحفاظ على استقرار حالة السير فى الطريق العام وايضاً الحفاظ على سلامة الانسان نفسة .
فالراكب الذى يتم انزالة او ركوبة فى منتصف الطريق معرض للحوادث وايضاً توقف الاتوبيس فى منتصف الطريق يتسبب فى تعطيل حركة المرور خلفه . فما بالك لو كان ذلك هو السلوك العام لجميع سيارات النقل العام والتى تقدر بالآلاف و التى تسير فى كل شوارع مصر .
ايها السادة العالم من حولنا يطور من نفسه ويستخدم القوة الناعمة التى يمتلكها بجميع اشكالها لتحسين الشكل العام للدولة فى نظر الشعوب الاخرى مما ينعكس على الدولة بسمعة طيبة تجذب النظر اليها فيكون ذلك سبب فى زيادة السياحة و الاستثمار فيها .
المواصلات العامة وخصوصاً المملوكة للدولة هى احد انواع القوة الناعمة ولذلك يجب علينا تطويرها وتحسين الخدمة بها . فلا يمكن أن يسير اتوبيس نقل عام ويخرج منه دخان اسود كثيف يصيب من يستنشقة بالامراض ولا يمكن أن تختفى كل محطات الاتوبيس فى مصر بشكل كامل ويصبح التوقف للصعود والنزول من الاتوبيس طبقاً لهوا السائق والركاب .
هذا نداء إلى كل مسئول فى مصر عن هذا الامر اعيدوا ترتيب عمل تلك المنظومة وساهموا فى اعادة النظام إلى الشارع مرة اخرى.