نفسك هي أهم ما يوجد بحياتك كلها.... نفسك هي بالفعل المقال عنها في كتاب الحق على لسان امرأة العزيز " أن النفس أمارة بالسوء " ولكن هي رغم هذا أهم ما تملك، هي كحيوان قوي جاسر عاش بالغابة، لا يعرف سوى الافتراس فقط، ولكن حينما يأتي مدرب ذكي ناضج يروضه، ويعطيه من الوقت الكثير في فهمه، والتصالح معه، يصبح ذلك المفترس، أقوى قوة يعتمد عليها، لا يخضع إلا لك، يفترس بأمرك، ويألف بأمرك، فيصبح قوتك .
فهكذا - بالضبط- نفسك، إن أعطيتها من الوقت الكثير، وروضتها، وتصالحت معها، أصبحت أقوى قوة تتكأ عليها في وجه العالم، كفأها حينما تُحسن، روضها حينما تخطأ، صالحها حينما تتعارك معها، أحبها، تفانى في تطوريها، انشغل بها عن الناس.
يقول ابن القيم "أخسر الناس صفقةً؛ من انشغل عن نفسه بالناس ."
ويقول أيضًا" من عرف نفسه، انشغل بها عن الناس"
فأعرف نفسك، وتصالح معها، فهكذا الله خلقها.
فالله - سبحانه وتعالى - خالقها، وأعلم بها، خلق خطَأها، فخلق لها الاستغفار لتكون توابة، أوابة، فمن أنت لتبغضها حينما تخطأ؟!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لو لم تذنبوا، لذهب بكم، وأتى بقوم يذنبون ويستغفرون " تخيل نحن نعيش على الأرض، لأننا نذنب ونستغفر.
لا تصرف على نفسك، ولا تهمش دورها، فهي أهم ما تملك في الحياة، إن أحببتها، ووثقت فيها، وأمنت بها، فلن يستطع أحد على وجه الأرض هزمك أبدًا .... أعدك بهذا.
هناك بعض الأقوال تقول إن بعض أتباع الأتباع، كان يصرف على نفسه في العقاب.... مثلا " إن نظر لامرأة لا تحل له، فقع عينه.
أو إن مس امرأة لا تحل له، قطع يديه.
عد الفقهاء هذا، من الغلو، فالله لم يشرع هذا، وهو - سبحانه وتعالى - خالق النفس، والأعلم بها، فمن نحن لنصرف في العقاب هكذا؟!
لا شك أن المس لامرأة لا تحل له خطيئة، والنظر خطيئة، ولكن لا يصل لفقع العين، وقطع اليد.
فتصالح مع نفسك، وروضها بشتى الطرق.
فإن طلبت معصية، فذكرها، وروضها بالجنة.
إن طلبت تثبيط، وتثنية عزم، فذكرها بحلاوة النجاح، والوصول.
روضها، وشجعها، وتصالح معها، وذكرها بالخير، وأقسم لك، أنك ستصبح أفضل ألف مرة ومرة عن حالك وأنت تاركة لا تعرف عنها أي شيء .. دمتم سالمين .