القارئ جمال المتولى جمعة يكتب: فى ذكرى نصر أكتوبر العظيم

قبل 46 عاما قواتنا المسلحة تخوض حربا شرسة ضد العدو الصهيونى الإسرائيلى البغيض على أرض سيناء لتشكل انتصارا عظيما يعيد رسم الخريطة الجغرافية فى المنطقة على أسس تقترب من العدل. فى حرب أكتوبر 1973 قضـت مصر على أسطورة الجيش الذى لا يقهر باقتحامها قناة السويس أكبر مانع مائى واجتياحها لكامل نقاط خط بارليف واستيلائها خلال ساعات قليلة على الضفة الشرقية للقناة بكل نقاطها وحصونها ثم اتجهت لقتال شرس فى عمق الضفة الشرقية. الجندى المصرى هذه المرة يصنع التاريخ حقيقة، سيذكر التاريخ العسكرى أن لواء كاملا من المدرعات وهو اللواء (190) الإسرائيلى سقط ودمر منه "85" دبابة فى ثلاث دقائق بفعل كمين من أفراد المشاة. فاجأت حرب أكتوبر المجيدة الكثيرين من الخبراء العسكريين والسياسيين، وغيرت الكثير من المفاهيم العسكرية والنظريات التكتيكية حتى أصبحت لها دروس مستفادة تدرس فى الكثير من الأكاديميات العسكرية العالمية فقالوا عنها الكثير، ومنهم وزير الجيش الأمريكى وقتئذ الذى قال إن عبور الجيش المصرى أمام الأسلحة والاستعدادات الإسرائيلية علامة بارزة فى الحروب الحديثة غيرت مفاهيم كثيرة فى كل ميادين الحروب. ويعلق حاييم هرتزوج مديـر مخابرات إسرائيل، فى ذلك الوقت، على جندى المشاة فى الحرب قائلا "كان قادة المدرعات الإسرائيلية على اقتناع بأن الدبابات تستطيع القتال وحدها دون مساعدة من جنود المشاة، وقد تبين أن هذا من أخطر المفاهيـم الخاطئة التى ترسخت فى الفكر العسكرى الإسرائيلى منذ حرب الأيام الستة، لأن المدرعات الإسرائيلية لم تحقق أى نجاح فى مواجهة خطوط العدو بالأسلحة المضادة للدبابات التى ركز عليها المصريون. لقد كان الثامن من أكتوبر هو اليوم الذى ضاع فيه الحلم الإسرائيلى وتلقت فيه القوات الإسرائيلية خسائر جسيمة، لقد أطلق حاييم هيرتزوج على هذا اليوم "أطول يوم" وهو يوم سقوط اللـواء 190 مدرع بقيادة عساف ياجورى الذى أسر فى ذلك الحين. لقد جرت فى حرب أكتوبر معارك الدبابات التصادمية التى فاقت معارك الحرب العالمية الثانية وأكبر معارك الطيران فى تاريخ الصراع مع إسرائيل. ويكفى أن هذه الحرب بدأت بعبور المصريين لقناة السويس أقوى الموانع المائية، وقال الملحق الإسرائيلى (رئيف شئيف) "لقد ظننا أن الدبابة تلقى الرعب دائما فى سلاح المشاة المواجه لها وكانت المفاجأة أن رأينا المصريين يتجرأون على مواجهة الدبابات. لقد خلق لنا الجيش المصرى وضعا لم ننجح فيه دائما، ففى مواجهـة دبابات الجيش الإسرائيلى وضع أكثر من مرة سلاح المشاة المزود بأسلحته المضادة للدبابات، وفجأة اتضح لنا كما قال أحد زعماء إسرائيل "إن فلاحى وادى النيل أصبحوا صيادى دبابات"، وحين حاول العدو القيام بعملية مظهرية بأن يدخل مدينة السويس تحولت المدينة إلى مقبرة لدباباته إذ ترك فيها 32 دبابة وانسحب، ومن بقى فى المدينة بقى محاصرا ثم قتل أو جرح أو تسلل أثناء الليل خارجا من المدينة، وقد علق رئيف شئيف أيضا على هذه المعركة قائلا لقد دارت أعنف المعارك داخل مدينة السويس.. وكانت هذه المعركـة الوحيدة خلال الحرب التى جرت داخل منطقة مبنية، وقد تورط فيها الجيش الإسرائيلى دون إرادته، لقد دخل الجيش الإسرائيلى إلى فم الأسد دون أن يشعر بأن الأسنان يمكن أن تطبق عليه.. كما أن هذه الحرب مهدت الطريق لاتفاق كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل الذى عقد بعد الحرب فى سبتمبر 1978م إثر مبادرة السادات التاريخية فى نوفمبر 1977م وزيارتـه للقدس.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;