القارئ رضا الصفتى يكتب: شـــهـــيــــدان

فى يوم السادس من أكتوبر عام 1973، الموافق العاشر من رمضان، وفى تمام الثانية ظهراً بدأ سباق الشهادة بين رجال القوات المسلحة المصرية بكافة قطاعاتها، فصار ميدان المعركة يهتز بكلمتى الله أكبر، فانهار العدو الإسرائيلى آنذاك أمام عزيمة رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فكان منهم الشهداء الذين روت دماؤهم أرض سيناء المباركة، وصارت السماء فرحة بالأحياء الذين يُزفون إليها، والملائكة تردد قوله تعالى من سورة آل عمران { وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِى سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ }، فكان الشهيد الأول. وفى يوم الجمعة الرابع والعشرين من أكتوبر عام 2014، الموافق الثلاثين من شهر ذى الحجة، رأس السنة الهجرية الجديدة، وبعد ظهيرة هذا اليوم، كان هناك رجال آخرون من أصحاب العينين اللتين لا تمسهما النار، وهى تلك التى باتت تحرس فى سبيل الله، فكانوا يقفون لدرء أى خطر من الجائز أن يمس تراب أرض سيناء، فصاروا يحاربون عدواً آخر غير الذى انتهى منه الشهيد الأول، عدو داخلى يستعين بآخر أجنبى عديم الأصل والملة يسعى لهدم هذا البلد، عدو لا يواجه، بل يقتل غدراً بلا وازع من دين أو ضمير أو أخلاق، فصار منهم الشهداء الذين استقبلتهم السماء فرحة، وأهلهم يزفونهم إلى مثواهم الأخير والزغاريد لا تفارق أفواه أمهاتهم، وكأن المشهد فرحاً يُزف فيه العريس، ولكنه يُزف إلى السماء، فكان الشهيد الثانى. ولما التقى الشهيدان بالسماء تبادلاً الحديث فرحين بمكانتهما، فهُما أحياء، فقال الأول للثانى شارحاً له فضل الله عليه بأنه استشهد مُحرراً لأرض بلده مصر، مدافعاً عن كل حفنة تراب من أرض سيناء، فأجابه الثانى إن كنت أنت بفضل الله عليك مُحرراً لأرض مصر ومدافعاً عنها، فأنا حارس لها كى لا يضيع عملك الذى وصلت به لمكانتك هذه، رُويت أرض سيناء بدمائى حتى تكون مُحرمة على كل عدو يراوده شيطانه فى الوصول إليها، رُويت الأرض التى حررتها بدمائك ودمائى حتى يعلم مَنْ بَعدنا أنها مصر، وأما سيناء، فإنها أرض الأنبياء والشهداء، تلك الأرض الطيبة المباركة ،، وأخيراً، أجابه الأول، هنيئاً لنا بما أنعم الله به علينا، وهنيئاً لمصر برجالها الذين لن ينسوا يوماً أن الأرض التى خلع فيها نبى الله موسى نعليه وهو يُكلم ربه، هى ذات الأرض التى ارتوت بدمائنا حتى يظل علم مصر مرفرفاً عليها. وفى الختام، قال الثانى للأول، اطمئن يا أخى، ستبقى مصر، ستبقى مصر، ستبقى مصر، فإن دماءنا لن تضيع هدراً، وأهل مصر فى رباط إلى يوم الدين، وهلم بنا نتوجه إلى الحبيب المصطفى محمداً لنسمع حديثه فى مصر، والذى طالما عشنا به، وتوجها سوياً للقاء سيد الخلق عليه أفضل الصلاة وأتم السلام ،، ولا تتعجبوا، فإنهما شـهـيـدان.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;