رجاءً لا تحبيني
فإني متُّ من زمنٍ
وقد جفتْ شراييني
فقط أمشي مع الأحياءِ
منتظرًا إلى حينِ
وأوراقي ممزقةٌ
تقول بأنني حيٌّ
هل الأوراق تحييني؟
رجاءً لا تحبيني
فقد صادقتُ خيباتي
وصار اليأس لي خِلًا
فيلهمني ويشجيني
ونال الثلج مملكتي
وجمّد كل أنهاري
وأخمدها براكيني
وأذكر أنكِ دومًا
رفضتِ كل أشواقي
نداءاتي
قرابيني
عُقودًا كنتِ صامدةً
وما هزّتكِ مأساتي
ولا الأشواق تدميني
فظلي مثلما كنتِ
معذبتي وصديني
فإن وصلتكِ أشعارٌ
شظايا من دواويني
بربكِ لا تظنيها
رسائل تطلب الوصلَ
وأحلامًا تمنّيني
فوصلك كان لي دومًا
كعنقاءٍ كتنينِ
دعيه مثلما كان
رجاءً لا تحبيني
فما أبقيتُ من أملٍ
كذوبٍ في شراييني
يمنّيني بأجنحةٍ
ستوصلني لجناتي
وإن حلّقتُ يلقيني
وإني قد ألفتُ اليأسَ
يصدُقني ويرضيني
يجمد كل أفكاري
من الأحلام ينجيني
فإن أشرقتِ في أرضي
وصار الثلج سجِّيني
تذوب ممالكٌ بُنِيَتْ
قواعدها من البَرَدِ
فتنهار وتشقيني
رجاءً لا تحبيني
فإني اعتدتُ أن أبقى
خليل اليأس والثلج
يجمدني ويحميني
وأبقى آمنا منك
إذا بعُدتْ مسافتنا
كبعد نهاية الصينِ
رجاءً لا تحبيني
فإن زارتني عيناك
ستحييني فترديني