من المؤلفات الرائعة التي تنفع الشباب المقبل على الزواج ، كتاب طوق الحمامة لابن حزم. الكتاب يعبر بصدق عن معنى الحب الحقيقي ويفضح الممارسات العاطفية الزائفة في هذه الأيام. يشير ابن حزم الأندلسي إلى أن العين هي المعبرة عن بواطن النفس ويرى أن النظرة أول مداخل القلب ولكنه لا يؤمن بالحب من أول نظرة. لأن الأشياء الأسرع نموا هي الأسرع فناء. ويرفض ابن حزم فكرة التعلق بشخصين في آن واحد. لانها ستعبر عن رغبة حسية أكثر منها حاجة وجدانية. وأن الشخص الذي يدعي انه يحب شخصين معا لابد انه يخلط الحب بالشهوة. من الطريف أن ابن حزم يرى الحب بالدرجة الاولي كالقضاء والقدر كالحياة والرزق والموت !! يقول ابن حزم أن للحب حكما على النفوس، ماضيا وسلطانا قاضيا. وأمرا لا يخالف. وحدا لا يعصي. ومن روائع كلمات ابن حزم أن الحب تآلف بين روحين .قبل كل شىء ، فإذا تآلفت الارواح ، لا يهم بعدها فيما يختلف فيه الحبيبان.وصارت الفوارق الأخرى بين الحبيبين غير هامة. ولا يمكن أن نقف فى وجه هذا الحب . ولو عاش ابن في هذا الزمان لتغيرت أفكاره وتبدلت أحواله. العصر الأندلسي الذي عاش فيه صاحب طوق الحمامة كان من عصور الازدهار أما في عصرنا الحالي فإن معاني التقدم والازدهار قد اختلفت بل وتعقدت!! ولك ان تتصور ابن حزم عندما يستخدم الفوتوشوب والجرافيك. أو عندما يمسك بالموبايل ليشاهد حسناوات الكون. ناهيك عن أسلوب ابن حزم عند التعامل مع تويتر والفيس بوك والانستجرام. كانت افكار ابن حزم ستتغير وافكاره ستتبدل ولن يجد الوقت ليكتب هذا الكتاب الكبير، حيث يعزف الشباب عن القراءة وكان من البديهي ان يتجه للتغريدات ولا ادري اي العصور أفضل وأن كان ابن حزم سيفضل بلا شك الحياة في العصر الاندلسي حيث الحياة بلا تزييف أو تدليس.