كما تعودنا مع شمس شموس الصحافة الإلكترونية ... حرص الجرائد على المساهمة المجتمعية بما يساعد على القضاء على ما يئن منه المواطن الصادق بحب وطنه فى جميع الميادين .. ولقد هلت علينا جريدة انفراد باستطلاع رأى يقول (هل تؤيد قرار إغلاق المقاهى بمحيط مدارس القاهرة والجيزة لمنع هروب الطلاب ؟ ) .. واسمحوا لى أن أقول لكم لقد باتت ظاهرة هروب الطلاب ( من الجنسين ) اثناء اليوم الدراسى واصبحت السلوك اليومى لهم بالجلوس على المقاهى ... ومما يزيد الطين بلة الإقبال على الشيشة وما تحمله من أولى خطوات الانهيار الأخلاقى الذى به يتم ( إلقاء ) الكتب الدراسية والكشاكيل تحت اقدام الهاربين من التعليم ... يعلوها نار الشيشة واحيانا ما تحتويه نار الشيشة من التعميرة ( المغمسة ) !!! ... أن المقاهى هى أخطر سلاح ( ناعم ) لهدم البناء الإنسانى فى الطلبة والطالبات ... بل وتقضى على المدى ليس الطويل على الأصول والقيم والمبادئ الإنسانية للمجتمع ... هذا بجانب قتل العقل الإنسانى فى ميدان ( المساطيل ) فتنعدم الرؤية المستقبلة والآمال الطموحة فى النهوض بمصرنا الغالية على أيدى أولادها.
* استطلاع الرأى يجب ألا يكون مقصورا على المقاهى بمحيط مدارس القاهرة والجيزة ( فقط ) ... إنما من الضرورى أن يعم كل جمهورية مصر العربية لنعبر بمصرنا إلى حيث همة الشباب ذوبانا بالانتماء إلى تراب الوطن.
* اسمحوا لى أن أقول أن إغلاق المقاهى بمحيط مدارس القاهرة والجيزة ( فقط ) هو اختزال مصر فى تلك المدينتين وهذا يتعارض مع النظرة الشاملة لكل اولادنا فى مصر من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها .
* ليتنا نرى فى القريب العاجل إغلاق المقاهى فى الفترة الصباحية للمدارس بأنحاء الجمهورية ... أيضا إغلاقها بعد العاشرة مساء أسوة بكل الدول المتقدمة والتى حققت نجاحا ملموسا فى الإنتاج والتصدير بسبب ذلك .
* إن إغلاق المقاهى بمحيط المدارس المجاورة بمصر كلها إنما يعبر بأولادنا إلى الروح الوطنية التى قدمها كل شهيد .. وإلى كل قطرة دم سالت وإصابات يحملها جسدى وأجساد زملائى أوسمة من خلال حرب الاستنزاف والعبور العظيم فى السادس من أكتوبر 1973 .
* اعبروا بأولادنا من الضياع إلى حيث روح فيلم (الممر)