نظرت ذات مرة للسماء فلفتت انتباهى سحابة عابرة بجوار القمر، واقتربت منه كأنها تختنقه فأحيت بداخلى ذكرى؛ هائماً بخيالى فى عبارة عظيمة اقتنعت بها وأمعنتها جيداً بعنوان "سيظل الواقع خيال إن لم تتخطاه".
بداخل كل إنسان فجوة يسكن بداخلها شخص ما أو علاقة جار عليها الزمان أو لم يجُر، لكن علاقتى كانت طاهرة خالصة لوجه الله، علاقة لا يوجد بها ضغينة أو شهوة، بينى وبين امرأة فى الحُسن آية، امرأة علمتنى معنى التضحية ورسّخت قواعد العشق داخلى، تفرح لفرحى وتحزن لحُزنى، ضحت فى سبيل سعادتى قصارى جُهدها، علمتنى معنى الاكتفاء بأنثى، عاشت معى فترة وجيزة ربما، لكن داخلى إلى يوم خروج الروح.
وفى لحظة ما (جاءت سكرة الموت بالحق) ففقدت أعز ما أملك وباتت ذكرى جميلة فى تلك الفجوة واسم يُذكر كل يوم فى دعائى، ودعمة تسقط فى مكانٍ مغلق.
"الرجال لا تبكى" كذلك اعتدنا لكن نبكى أحياناً فى أماكن بعيدة كخيالنا ربما.
عذراً صاحب العبارة العظيمة لكن سيظل الواقع خيالا وحتماً لن أتخطاه، لكن سأتخطاه فى يومٍ موعود كُتب لى.
علاقتى فاقت كل شىء، كل معايير العشق ولكن شىء ما ينقُص، أهو برزخ لا أستطيع اجتيازه ! أم كابوس لم استيقظ منه بعد !
لا لا حتماً إنه القدر
يا أيتها الدمعة الساقطة ارسلى سلامى لتلك المرأة.
فسمعت بداخلى آية تقول "يا أيتها النفس المطمئنة ارجعى إلى ربك راضية مرضية فادخلى فى عبادى وادخلى جنتى".
فأفقت من غفلتى والدموع تنهمر منى، وشىء جميل يداعب قلبى، ربما روح حبيبتى أو ذكرى معها، لا أدرى.
عذراً سيدى القارئ لكنها راقت لى.
امرأتى كنز من كنوز أهل الجنة عاش معنا على الأرض، لكن لم أشعر بقيمته إلا لحظة فقدانه، وعودته لمكانه القديم.
رحمك الله يا من أهديتنى قلباً يُدرك معنى الحب، رحمك الله يا أمى.