واضح أيها السيدات والسادة أننا شعب أدمن النظر إلى الخلف.. والسبب يكمن فى اعتقادى إن أمسنا نحسبه أفضل من يومنا ومن غدنا حتى إن إحدى الأغانى المشهورة يقول فيها صاحبها وهو يغنى للسمرا: "حطى اللى خلفك قدامك تلقى البلد عامرة ياسمرا".
وعشق النظر للخلف أصبح قاعدة أساسية فى حياتنا اليومية فكلما "انزنقنا" فى "كورنر" طالما إننا بصدد كلام يخص الإعلام الرياضى نتكئ فوراً على التاريخ ونقول: "نحن شعب صاحب حضارة عمرها خمسة آلاف سنة وفى قول آخر سبعة آلاف سنة وذلك يتوقف على مرونة ذمة المتحدث !.
وفى الإعلام الرياضى أصبحنا كثيراً ما نقرأ فى تقديم مباريات فرقنا الرياضية مع الفرق الإفريقية إن التاريخ يقف إلى جانب الفريق المصرى.. وفى عنوان آخر: " الفريق المصرى يتسلح بالتاريخ والجغرافيا والخبرة فى مواجهة الفريق الافريقى.
وهذا فى اعتقادى ويقينى أن المحرر يلجأ للتاريخ وهو يحاول أن يعمل من الفسيخ بطيخ وليحشو الخبر وتكبيره. وهناك قصة شهيرة فى هذا المجال كانت زمااان أيام مباراتنا مع فلسطين فى تصفيات كأس العالم 1934 حيث كتب المحرر عن المباراة: فازت مصر التى عاصمتها القاهرة على فلسطين التى عاصمتها القدس 7/1.
وفى اعتقادى أنه أصبح مهماً وضرورياً وحتمياً حذف التاريخ والجغرافيا والقصة المقررة من مناهج مدارس الإعلام الرياضى فى المحروسة.. وبما إنه مافيش وزير يقرر ويلغى أصبح حتماً ولزمن من كل ألفه فى فصول مدارس الإعلام الرياضى طالما أنه الكومندا أن يتخذ القرار.. فمن الطبيعى أن ينحاز التاريخ للفريق المصرى فنحن لعبنا الكرة قبل ظهور العديد من الدول الإفريقية.. والمشكلة إن فرق تلك الدول تشطرت واصبحت مرعبة لنا وتغلبنا وما سداسية غانا منا ببعيد!!.. فالتاريخ لم يعد سيارة إسعاف تنقذنا من الخطر خاصة وانها لا تحمل معها فحلين بصل ونشادر ونشوق حتى "تفوقنا" من غيبوبة التعالى التى نعانى منها !.
ومطالبتى بإلغاء مقرر الجغرافيا لأن مقولة إن الأرض تلعب مع أصحابها أصبحت كلام جرايد !!! فهى لم تعد تسعف أهلها فى ملاعب كثيرة والدليل أن فرقنا خسرت بعض مبارياتها أو تعادلت بدعاء الوالدين على ارضها وفازت فى مباريات خارجية.. خاصة وأن الفرق المصرية لا تقف على أرض ثابتة فهى تتدرب على ملعب وتلعب كل مباراة على ملعب مختلف !!
أما القصة المقررة فى مناهج الإعلام الرياضى التى أطالب بإلغائها أيضاً فهى من أدب الرحلات فمع كل سفرية لفريق مصرى لابد أن نقرأ: إن الفريق وصل بحمد الله بعد رحلة شاقة أو مرعبة استغرقت 8 ساعات ورغم الإرهاق أصر المدير الفنى على التدريب وفوجئ الفريق بسوء أرضية الملعب وسوء التغذية كما استقبلته أمطار غزيرة وجماهير معادية غفيرة وعدد من رجالات السفارة المصرية.
وبعد إلغاء هذه المقررات أتمنى لو كانت هناك حصص تقوية فى اللغة العربية حتى لا نجد ضمن الخبر: "يلتقى الفريقين" فالفاعل لابد أن يكون :"مرفوعاً "بالفتشة" كما قال السيد عادل إمام فى مسرحية مدرسة المشاغبين.
وتحياتى لكل ألفه همام فى جميع أقسام الإعلام.. وسامحونى فهو مجرد رأى والسلام