يمَنحُنا الوَرْد شَّذا طيبـاً وجمالًا تستمتع العينُ برؤيتهِ، والقلبُ يسمو برقةِ معانيـــــهِ.لقد نبتَ بمعاناةٍ وهو يخترق أرضهُ، واخضر بتعبٍ وهو يستمد ضوء شمسهِ، وأزهر بعدما عانى وتعب وأَجْهَشْت رُوحهِ، فهو لا يتوقف، حتى عند قطفهِ، بل تنمو منهُ نبتةتلو الأخرى مُعلنةً فجرٌ جديد. لكلٍ مِنا عبقه وأريجه، الذي لا يُمنحُ سُدي، إنهُ نَتَاج خوضِ معــــارك ومــــواجهات وتخـــطي عقبات، في دروب الحيــــاة وأعماقها، فبــصورةٍأو بأخـــرى علينا أن نُجــــازف ونُعــــافر لِنُــــخرج جميــــل العطــــر في أطيــــب رائحــــة. برجـــائنا وحُسن نوايانا، عـلى ضفةِ مرضـــاتهِ، واثقــــينَ وبقــوةٍ في كل بابٍ طـرقنــــاهُ،بابُ الله الذي لا يُغلق. يتسللُ إلينا قدر الله الجميل، على سِعةِ قُلوبِنا واتساع نظراتنا، توقعنــــاهُ أم لم نتوقعــهُ، قبِلنــــاهُ أم لم نتقبلــــهُ؛ ففــي كل أمرٍ له حِكمتــهُ التي تُثلج قَلبــًا وتُنير دربًا وتجبر خاطرًا، ويَسكُننا من جمال الحسِ سَكينةٍ وسُكون. هكذا الإلهامُ يأتي، قضــاءٌ وقـدر، قَاطفــينَ ثمـارهُ آجـلاً غير عاجل، بأمرِ من يقول للشيء كُن فَيكــون. فيارب هَبنا من عطائك وسعة فضلك، مع حُسن ظننا فيك، حياة طيبة بها نَصلُ إليك، مُكَـــــللينَ برِضـــاكَ عنـا، إذا أحييتنـا وبلغنـا خِتامنــا - ولا مــــفــر- بِحُســـن المَنُــون.